رئيس التحرير
عصام كامل

بلاغ ضد هذا الإعلان!

سيكون الأمر مضحكا -ضحك كالبكاء- أكثر منه مستفزا إن تحركت الأجهزة المعنية في بلادنا ضد بعض الإعلانات الرمضانية في الأيام الأخيرة من الشهر! إنما العبرة وما يدل على يقظة الأجهزة المختصة وحيويتها هو تحركها في التوقيت المناسب المؤلم للمعلن، وبما يضعه في خسارة مباشرة يكون الدرس من خلالها مؤلما وبما يشكل ردعا مباشرا له ولامثاله في السنوات القادمة!

 

وعلى هذا وغيره.. فإننا نرفع أمر أحد إعلانات المنتجات القطنية -أولا- إلي المجلس الأعلى للإعلام برئاسة كاتبنا الكبير مكرم محمد أحمد ، وإلى جهاز حماية المستهلك برئاسة اللواء راضي عبد المعطي.. قبل اللجوء إلى السيد النائب العام مباشرة باعتباره أمينا على قوانين المجتمع وقيمه..

 

ويصر البعض في بلادنا إلى الرغبة في جمع الأموال بأي طريق حتى لو دهس الأخلاق والقيم دهسا.. فلا ضابط في إعلانات سلعهم ولا رابط.. لا يعنيهم اقتحام اعلاناتهم للبيوت وإلى غرف تجمع الكبار بالصغار.. الرجال بالنساء.. السيدات بالآنسات.. ولا لمخالفة محتواهم المقدم للناس -والذي هو نفسه سلعة ومحتوى إعلامي في الوقت نفسه- للآداب العامة..

 

اقرأ أيضا: "قتيلة" كورونا

 

إذ إن فكرة الآداب العامة نفسها أصبحت مختلة عند الكثيرين ومضطربة ومشوشة.. فيقبلون على أنفسهم ما لا تقبله الأسرة المصرية على الأقل في عموم عمومها.. فيقبلون بنقل البذاءة والخروج علي القيم المجتمعية إلى داخل البيوت دون أي رفق بعقول الصغار، ولا أي انتباه لدعوة المحتوى إلى سلوكيات لا علاقة لها بمجتمعاتنا الشرقية والمصرية تحديدا!

 

اقرأ أيضا: اعذروا احمد حسن !

 

نرفع أمر الإعلان المقصود.. إلى الأعلى للإعلام ولجهاز حماية المستهلك لوقف الإعلان ومعاقبة من صنعوه وندعو الرأي العام في مصر بالتعبير عن رفضه لإعلان شركة "قطونيل" وللسلعة التي يقدمها ومقاطعتهما بعد أن أثبت -الرأي العام- نفسه في قضايا عديدة منها محتوى الشاشة في رمضان الكريم السنوات الماضية وفي غيره من الشهور، وبعد أن بات لرأيه التقدير والاعتبار عند الدولة المصرية بعد سنوات من تجاهله!

 

المصريون بذكائهم وحسهم يعرفون واجبهم تجاه وطنهم وابنائهم واعتقادي أنهم سبقونا في التعبير عن رأيهم إذ نعبر عنهم وليس العكس!

الجريدة الرسمية