اعذروا احمد حسن !
ما الذي يجعل احمد حسن نجم منتخب مصر يدخل علي خط الجدل الخاص بفتح أو اغلاق المساجد في رمضان أو قبله وبعده بسبب أزمة كورونا؟!
وما الذي يجعله يخاطب وزير الاوقاف بهذه الطريقة -وهذا الكلام ليس دفاعا عن الوزير- بأن يرفع عنه ألقاب معالي أو سيادة أو فضيلة أو حتي دكتور وهي درجة علمية يحملها الوزير فعلا، ويخاطبه بما يشتم منه رائحة السخرية قائلا "الأستاذ" وزير الاواقف، وربما المرة الأولي التي نري وزيرا للاوقاف يخاطب بالأستاذ منذ الشيخ الباقوري؟!
وما الذي يجعل نجم الكرة الكبير ينفعل في صيغة قاسية مع الوزير لا نريد إستكمالها لآخرها؟!
الإجابة لانه ببساطة إبن ذلك الجيل الذي ننتمي إليه، وولد أو تفتحت عيناه في السبعينيات وما تلاها ووجد حوله دينا مختلفا في المساجد وعلي شاشات التلفاز وفي الشوارع ومختلف وسائل المواصلات من خلال أصوات الشيوخ كشك وغيره ممن علموا الناس إن الإسلام دين شعائر وليس دين خشوع..
اقرأ ايضا: رسالة إلى الإبراشي.. الإسلام والمسيحية لا يعرفان الإرهاب!
دين إجراءات وليس إتصال روحاني بين العبد وربه أولا وأخيرا.. علموه الإنفعال في مخاطبة الآخرين باعتباره جهادا في سبيل الله لإنها كلمة حق عن "سلطان جائر"!
قليلون من العلماء -في هذه المسألة الشائكة- من أفهموا الناس إن الإنسان هو الغاية الأولي وربما الأخيره، ومن أجل إسعاده وتنظيم حياته ولحفظ حقوقه وعرضه وماله أنزلت الأديان وليس لعقابه وشقائه!
لم يقولوا له ولجيلنا كله إن حياة انسان واحد عند الله تعادل حياة البشرية كلها.. قتلها كذلك واحيائها ايضا.. ولم يقولوا له ولنا أن تفكر ساعة خير من عبادة عام أو خير من الاعتكاف بمسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام شهرا.. ولم يقولوا لنا دم عباد الله عند الله أهون من زوال الكعبة نفسها! ولا إن الأرض كلها جعلت مسجدا وطهورا، وإن التيمم بديلا للماء حتي تكتمل البدائل..
اقرأ ايضا: فيروس الاخوان!
ولم يقولوا له ولا لنا إن من قتل الإمام علي بن ابي طالب كان مؤمنا ورعا وكان يقصد بفعلته خدمة الدين فأنهي علي الخلافة الرشيدة للأبد ومثله شمر بن ذو الجوشان قاتل الإمام الحسين، ومثله أبو موسي الاشعري وكانا كذلك يتميزان بشدة الإلتزام، ولكن لم يمنع ذلك من أن يتسببا بالحسابات الخاطئة في أخطاء وخطايا!
ولم يقولوا لنا -خطباء هذه المرحلة الممتدة حتي وقت قريب ومنها ما هو موجود حتي اليوم- أهمية وقيمة العمل ولا أهمية إعمار الحياة، إنما كانت الغلبة دائما لخطب الترهيب والترغيب التي حولت دين الله العزيز الحكيم من صورته الحقيقية الناصعة التي تجعل الانسان هدفه الأول وتقدم له ما يحصنه وتقدم له أوامر التيسير والرفق وليس العذاب والضرب بالحديد الذي تباري الشيوخ في التوصل لطوله، وهل هو سبعين ذراعا أو أكثر والتعليق من الشعر إلي آخره من صور لا نراها في كتاب الله، الذي تحمل بالتأويل صور مختلفة!
اقرأ ايضا: "مياه الشرب" ترد علي استغاثات المصريين.. ونرد علي الرد!
الإسلام دين العقل والحكمة.. والانسان خليفة الله علي الأرض ومأمور بإعمارها وتحقيق الخير فيها.. والله غني عن العالمين لا تساوي عنده دنيانا بمن فيها وما فيها جناح بعوضة! وبقاء صوت الاذان مهما ونسمعه كل حين من وسائل الاعلام المختلفة وتقديمه إلكترونيا في المساجد ممكنا.. لكن بما لا يعرض حياة الناس للخطر وبما لا يجعلنا لتوزيع الاتهامات بشأن لا ذنب للدولة فيه، وبما لا يجعلنا نقلد المتطرفين ونقدم لهم التبرع الذي يخدمهم بعد التبرع!
الإسلام الحقيقي يحتاج لجهد كبير ليقدم للناس علي أصله الذي نزل به.. دين الفطرة السليمة وليس التنطع والتشدد.. ديننا علي حقيقته.. كالمحجة البيضاء.. ليلها كنهارها.. لا يزيغ عنها إلا هالك فعلا!