رئيس التحرير
عصام كامل

مدرسة السوشيال ميديا

ارتبط شهر رمضان بمجموعة من العادات والتقاليد أجبرتنا "كورونا" على تعديلها ، فالبعض أجبره التباعد الاجتماعي على إلغاء التجمعات العائلية واكتفى باستخدام التكنولوجيا في تحقيق اجتماعات افتراضية عبر مكالمات الفيديو أو الاتصال بالإنترنت مع الأهل والأصدقاء..

 

وآخرون حاولوا إحداث حالة من التوازن النفسي بين رغبتهم في الاستمتاع ببهجة الشهر الفضيل ومخاوفهم من الوباء التي يعبرون عنها عبر تعليقاتهم المنشورة على المواقع الاجتماعية.

 

ومع تواجدنا لساعات طويلة في المنزل لظروف الحظر فقد انعكس ذلك في صورة ارتفاع مؤشرات استخدام خدمات الاتصالات وقد أوضح تقرير حديث لوزارة الاتصالات أن وقت الذروة لاستخدام خدمات وتطبيقات الإنترنت وصل إلى 15 ساعة في الأسبوع الثاني من أبريل مقارنة بـ 7 ساعات فقط في الأسبوع الثاني من شهر مارس.

 

اقرأ أيضا: البديل الفني للعشوائية

 

وفي الفترة ذاتها يشير التقرير إلى زيادة نسبة تصفح مواقع الإنترنت بنسبة 131% كما شهدت تطبيقات الإنترنت زيادة في استخداماتها بالأخص تطبيق تيك توك، المخصص للفيديوهات، والذي زاد استخدامه بنسبة 194% بينما ازداد استخدام موقع فيسبوك بنسبة 151%.

 

وجاء الحظر من مصلحة مواقع مشاهدة الأفلام التي زادت نسب مشاهدات المنصات الخاصة بها فإرتفعت نسب استخدام موقع نتفيلكس 69% بينما ارتفعت زيارات منصة "شاهد" بنسبة 40% في الوقت الذي ازداد خلاله استخدام موقع يوتيوب بنسبة 41%..

 

ازداد استخدامنا للإنترنت والمواقع الاجتماعية خاصة مع ظروف الحظر ليكشف عن حاجتنا للمزيد من الجهد والاستثمار في صناعة المحتوى المقدم عبر الإنترنت بحيث يتم تقديم المعرفة بصورة جاذبة لزائر الإنترنت ومستخدم المواقع الاجتماعية، الذي بات يبحث بشغف عن الفيديوهات القادرة على تقديم محتوى معرفي يخاطب عقله عوضًا عن السخرية من جميع الأمور الجادة وتحويلها إلى "نكتة"..

 

اقرأ أيضا: الصورة الذهنية للدولة

 

استثمروا في صناعة المحتوى المقدم عبر المواقع الاجتماعية لأن جمهورها أكبر عددًا من جميع طلاب المدارس والجامعات المصرية ونستطيع أن نحول هذه المواقع من شارع عشوائي يطارد معظمنا خلاله "التريند" إلى "مدرسة" معرفية كبيرة.. يحتاج الأمر إلى الكثير من الجهد لكنه قابل للتحقق.

الجريدة الرسمية