رئيس التحرير
عصام كامل

الصوم بدون أسباب!

فريق يبذل على الدوام كل جهده لإثبات فوائد الصيام.. وكيف يتسبب في ضبط الدورة الدموية والسكر.. وغيره وغيره.. وهذا الفريق يأتيه الدعم ممن يقولون إن الصوم يهذب النفس ويمنع الغضب ويشعرنا بالفقراء لنلتفت لمعاناتهم مع الجوع!

 

وفريق على النقيض يبذل كل جهده على الدوام لإثبات مخاطر الصيام.. وكيف أنه يؤثر على مستوي السكر وأن مرضى الكلى وضغط الدم يحتاجون باستمرار للمياه وصيامهم يعرضهم للخطر!

 

وكلا الفريقين على خطأ.. ليس فقط لأن كل حججهم مردود عليها بأن الصوم عبادة ككل العبادات، لا يقوم بها ولا يكلف بها أصلا إلا القادر عليها.. مثل الزكاة حيث لا زكاة لمحتاج ومثل الحج حيث لا حج لغير القادرين على تكلفته.. والصوم مثلهم إذ لا صوم لمن سيتأثرون صحيا منه.. والغفور الرحيم الرؤوف الحكيم لا يكلف مثل هؤلاء بالصوم!

 

اقرأ أيضا: رسالة إلى الإبراشي.. الإسلام والمسيحية لا يعرفان الإرهاب!

 

نقول ليس لهذا السبب وحده هم علي خطأ.. وإنما للسبب الأهم وهو أن لا سبب أصلا للصيام.. إذ هو أمر إلهي لتعليم الإنسان الطاعة.. وتمييز المستجيبين لأمر الله عن غيرهم!

 

وكذلك في الصلاة.. وكذلك في الأمر الإلهي لآدم بعدم الاقتراب من الشجرة . والتي أدت عدم الطاعة إلى خروجه من الجنة لكن كانت الحكمة الأساسية هي وضع الخلق الجديد بين خيارين.. الطاعة والعصيان! لا التفاحة كانت مفيدة صحيا ولا العكس ولا لها أي علاقة بالأمر!

 

الصوم عبادة الهدف منها طاعة الإله العظيم.. ليست تدريبا صحيا ولا بدنيا.. والشعور بالفقراء أمر إلهي لنا طوال العام.. والتطهر الروحاني كذلك وإلا لما كان لقاء الله يتم خمس مرات في اليوم؟!

 

اقرأ أيضا: حكاية "المسئولية السياسية"!

 

الإسلام دين البساطة.. لا يحتمل تلبيس ما ليس فيه.. ولا يستحق نزع أجمل ما فيه! فلا أسباب مما يقولونها للصوم.. وأمامنا الخير والشر.. ولكن ليس علينا إلا طاعة ربنا.. والإله العظيم يستحق ولا نقول إلا لبيك.. والسمع والطاعة إليك!

الجريدة الرسمية