حكم الشرع في الترفيه في نهار رمضان
ما حكم الشرع فى مشاهدة الأفلام وسماع الأغانى فى نهار رمضان علمًا بأننى أقرأ القرآن الكريم يوميًا وأصلي التراويح وقيام الليل؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الإفتاء بالأزهر الشريف فى الجزء الرابع "العبادات" من كتابه "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" فيقول فضيلته:
الحكم العام على مشاهدة الأفلام والمسرحيات والمسلسلات وسماع الأغانى أنها إن كانت هذه المشاهدات والمسموعات تحمل كلاما باطلا أو تدعو إلى محرم أو كانت تؤثر تأثيرا ضارا على فكر الإنسان وسلوكه أو صرفته عن واجب أو صاحبها محرم كشرب أو رقص أو اختلاط سافر كانت حراما، سواء أكان ذلك فى رمضان أم فى غير رمضان. فإن خلت من هذه المحاذير كان الإكثار منها مكروها ولا بأس بالقليل منها للتراويح.
اقرأ أيضا:
لماذا يحرم الصوم مع العادة الشهرية للمرأة؟
وشهر رمضان له طابع خاص فهو قائم على صيام النفس عن شهواتها والتدريب على سيطرة العقل على رغباتها ، وليس ذلك بالامتناع فقط عن الأكل والشرب والشهوة الجنسية ، فذلك هو الحد الأدنى للصيام ، لا يكتفي به إلا العامة الذين يعملون فقط لأجل النجاة من العقاب ، مع القناعة بالقليل من الثواب ، أما غيرهم فيحرصون على الكمال فى كل العبادات ، فيمسكون عن كل شهوات النفس وبخاصة ما حرم الله ، كالكذب والغيبة ، ويسمو بعضهم فى الكمال فيصوم حتى عن الحلال ، مقبلا على الطاعة فى هذا الشهر بالذات. ليخرج منه صافى النفس والسلوك من الرذائل، متحليًا بالفضائل.
فلا ينبغى أن نضيع فرصة هذا الشهر الذى يضاعف فيه ثواب الطاعة ، ولنعمل على صيام نهاره وقيام ليله بالتراويح وقراءة القرآن الكريم.
وضياع جزء كبير من الوقت فى مشاهدة وسماع أنواع الترفيه خسارة للمؤمن العاقل ، وعلى المسئولين جميعًا أن يراعوا حرمة هذا الشهر ، فيهيئوا الفرصة للصائمين والقائمين أن يتقربوا إلى الله تعالى بالطاعات بدل هذا اللهو الذى مللناه طول العام.
واقرأ أيضا:
حكم الشرع فى بلع البلغم أثناء الصيام
ومهما يكن من شيء فإن مشاهدة وسماع هذه الأشياء لا يبطل الصيام إلا إذا حدث أثر جنسى بسببها ، ومع عدم البطلان فاتت فرص كثيرة لشغل الوقت بالعبادة وقراءة القرآن الكريم وسماع البرامج الدينية ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبرانى "أتاكم رمضان شهر بركة ، لم يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهى بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل". فليكن تنافسنا فى رمضان فى الخير لا فى اللهو ولا فى الإقبال على الملذات.