امبراطورية الفساد داخل اتحاد الكرة
مع اقتراب الفترة المحددة للجنة الخماسية التي تدير اتحاد الكرة على النهاية.. ومع بدء الحديث عن تمديد عمل اللجنة لمدة 3 شهور أو عام جديد، ومع خروج العديد من المسئولين السابقين أو المشتاقين للجلوس على كرسي مجلس الجبلاية للحديث عن اللائحة الجديدة التي من المفترض أن يتم اعتمادها من الجمعية العمومية.. بدأ الصراع يخرج إلى النور تدريجيا بين القوى المتنازعة على "كيكة" الجبلاية.
وهنا أؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من المفاجآت الصادمة، في ظل تمسك امبراطورية الفساد المرتبطة بمنظومة كرة القدم المصرية بعدم التقدم خطوة إلى الأمام.. والدليل على ذلك هو هذا الصراع الخفي على موضوع تعديل اللائحة الجديدة، والتي تعتبر بمثابة المباراة الكبرى بين من يريد مصلحة الكرة المصرية بالفعل، ومن يريد المصالح الشخصية.
اقرأ أيضا: الدكتور أشرف صبحي لا يحتاج لـ "التبريكات" فقط!
والفساد الذي أقصده هنا ليس بالضرورة مرتبطًا بالفساد المالي فقط.. ولكنه مرتبط بما هو أكبر وهو الفساد الإداري والذي يعتبر من وجهة نظري أخطر بكثير من المالي.. فما هو معلن يؤكد أن اللجنة الخماسية تريد أن تعتمد لائحة "المدينة الفاضلة" من حيث عدد أعضاء المجلس وبند الـ 8 سنوات، والجمع بين عضوية الاتحاد والعمل الإعلامي والأهم من ذلك كله هو تقليص عدد الجمعية العمومية..
ووفقًا لما هو متفق عليه كتابيًّا ورسميًّا بين الفيفا واللجنة الخماسية فلا يحق لأي عضو من اللجنة الترشيح في الانتخابات المقبلة، وبالتالي من المفترض أن تكون القرارات كلها مرتبطة بالمصلحة العامة للكرة المصرية.. ولكن هل سيتحقق ذلك؟..
أعتقد وبكل تأكيد وبدون تردد لن يتحقق ذلك!!.. ولكن لماذا وكل الظروف مهيأة لأن يتم نقل الكرة المصرية إداريًّا إلى الوضع الطبيعي.. والطبيعي هنا مرتبط بكل تأكيد بما هو مطبق في كل دول العالم التي تحترم اللوائح والقوانين.
اقرأ أيضا: عبقرية حنان مطاوع.. في زمن حمو بيكا وشاكوش!
ورغم ما قيل من نوايا حسنة وتصريحات رنانة من مسئولي اللجنة الخماسية بأنهم سيعملون حتى اللحظات الأخيرة من المهمة من أجل المصلحة العليا للكرة المصرية إلا أن ما يحدث خلف الكواليس قد يكون أقوى منهم ومن تصريحاتهم.. وإذا حدث عكس ذلك فلابد أن نرفع لهم القبعة جميعا، خاصة أنهم يدركون تمامًا أن قوى الشر الموجودة خارج الاتحاد حاليًا، والتي تخطط للعودة من جديد لكرسي الجبلاية أقوى منهم.. أقوى منهم إعلاميًّا وإداريًّا بل وفكريًّا.. ولكن الفكر هنا قد يكون شيطانيًّا أكثر منه ملائكي.. فكر سلبي وليس إيجابيًّا.
فمنظومة الفساد الإداري التي تراكمت طوال السنين الماضية داخل اتحاد الكرة قد تكون أقوى من نوايا ورغبة اللجنة الخماسية في إصلاح هذه المنظومة.. وأعتقد أن الفيصل من وجهة نظري هو موضوع تقليص عدد أعضاء الجمعية العمومية! فهل تنتصر إمبراطورية الفساد الإداري، ويسير كل شيء وفقا لما هو مخطط له من خارج اتحاد الكرة؟! أم سنرى ثورة جديدة على هذا الفساد من داخل الاتحاد ولو مؤقتا؟!.. لننتظر نتيجة صراع القوى خلال الفترة القليلة المقبلة.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية ...