رئيس التحرير
عصام كامل

مقاتلات على الجبهة.. قصة صيدلانية تركت أسرتها بكفر الشيخ وتطوعت للعمل بالحجر الصحي بقها

فيتو

ما زالت المرأة  والفتاة المصرية تقدم تضحيات لا تحصي ولا تعد وتضرب أروع الأمثلة في التضحية وتلبيه نداء الوطن .. وفي الجيش الأبيض تصدر المشهد بعد تفشي فيروس كورونا مقاتلات غير مباليات بالموت لإنقاذ المواطنين  ومنهم الصيدلانية  بسمة شرف التي قطعت طريق طويل من احدي مراكز محافظة كفر الشيخ "متطوعة " الي مستشفي الحجر الصحي بقها  لتنضم إلى جبهة المقاتلين ضد فيروس كورونا .

بسمة ليست اسما تحمله وانما وصف للطبيبة العشرينية التي فضلت ان تبدأ حياتها بالجهاد بعدما سطرت اسمها في أحرف من نور كمتطوعه راضية لا مرغمة ضمن صفوف الفريق الطبي الذي  يحارب الفيروس  من داخل غرف المرضي .

“العمل هنا ليس رفاهية لكنه حق وواجب علينا تجاه المريض وقسم عاهدنا الله عليه وهي معركتنا ولا احد جدير بها غيرنا”.. هكذا وصفت بسمة طبيعة عملها داخل المستشفي وأن مهمتها ليس مجرد صرف العلاج فقط للمرضي وانما ما تقضيه وتفرضه عليها الظروف كمتطوعة ومسخرة كل امكاناتها في المعركة .

وقالت :” لم اتردد لحظة وانا ادون اسمي  ضمن مشوف المتطوعين  للعمل في الحجر الصحي ولم أتوقف كثيرا لكوني مغتربة وكل ما أراه مريض يتألم لم أتردد في مساعدته”.

وعن موقف أسرتها تجاه قرارها أضافت:” بالطبع اسرتي كأي أسرة في مصر شعرت بالقلق بعد قراري  لكن  والدي الذي رباني علي تحمل المسؤلة شجعني كثيرا  وكان يحفزني ويقول “أنت بـ 100 راجل في معركة البشرية” .

وأوضحت أن قرارها غير المسبوق كصيدلانية تعمل في الادارة الصحية ببيلا بكفر الشيخ وتختار العمل  داخل الحجر الصحي أصاب الجميع بالصدمة .

وحول رد فعلها أثناء ووصولها لمستشفى الحجر الصحي قالت:” أكثر  صدمة حدثت لي عند رؤيتي المستشفي لاول وهله وكان برفقتي زميل كان دائما يشجعني على العمل التطوعي.. وفور وصولي شعرت برهبة الحجر  قال لي " نلف ونرجع تاني " فرديت “لا تراجع ولا استلام انها الحرب ولتكن” .

كما اوضحت “بسمة” أن اصعب ايام عاشتها داخل الحجر الصحي كانت أول 3 أيام حيث كانت  قلقة ومتوترة لدرجة أنها كانت لاتستطيع النوم أو العيش بطريقة طبيعة لكن مع الوقت ذابت الرهبة والخوف وبدأت تتأقلم على الوضع داخل المستشفى .

ارتفاع عدد المتعافين من كورونا بالحجر الصحي في قها إلى 76 شخصا

وتابعت:”   لا اشعر بالندم من اتخاذ القرار ويكفيني راحة ضميري وأحيانا أتالم من سوء الحالة الصحية لبعض المرضى .. أما فرحتي لاتوصف عندما أرى حالات تم شفائها وسمح لها بالخروج.. ويكفيني دعوة المتعافين من الفيروس وقولهم:"ربنا يجبر بخاطركم أشعرتموني كأني في بيتي " .

الجريدة الرسمية