البابا تواضروس: مشهد محاكمة المسيح دليل على تلوث ضمير الإنسان
قدم قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة لجموع الشعب القبطي بمناسبة الجمعة العظيمة، لافتا إلى أن السيد المسيح أسس سر الافخارستيا وغسل أرجل تلاميذه. وقال قداسة البابا تواضروس الثاني - في كلمته أثناء ترأسه صلوات الجمعة العظيمة من كنيسة التجلي بدير الأنبا بيشوي - إن السيد المسيح تعرض لستة محاكمات مدنية ودينية طوال ليلة الخميس وحتى فجر الجمعة، موضحا أن أول محاكمة كانت أمام قيافا رئيس الكهنة، وكان رد السيد المسيح أنه يعلم العالم علانية ولم يخفي شئ، وأن التهمة التى وجهها قيافا هى "إثارة الفتنة". وأضاف أن المحاكمة الثانية كانت أمام قيافا ومجلس "السنهدريم" والذى يعد بمثابة مجلس الشيوخ اليهودي، ووجهت إلى السيد المسيح تهمة "إدعاء السحر"، و"التجديف"، وفي المحاكمة الثالثة سألوه "هل أنت المسيح" فقال له، "أنا قلت لكم وأنت لم تصدقوا"، موضحا أن "السينهدريم" يصدر الحكم ولكنهم لا ينفذوه، ولكن يذهبون إلى الحاكم الروماني المدنى ليفحصو التهم الملفقة. وأشار البابا تواضروس إلى أن اليهود قالوا ل"بيلاطس" أن السيد المسيح "فاعل شر"، وعندها قال بيلاطس إنه لا يجد علة في السيد المسيح ووجه لهم 3 اختيارات وهى أن يجلده او أن يأخذ براباس مكانه، او أن يرسله إلى هيرودس والي الجليل ولكنه كان في اجازة في أورشليم وهو الذى قطع رأس يوحنا المعمدان، وعندما قابل السيد المسيح استهزأ به واعادة مرة اخرى إلى بيلاطس. وتابع قائلا، إن بيلاطس خير الشعب الإسرائيلي بين أن يطلق براباس او أن يحاكم السيد المسيح، بينما زوجته "كلوديا" حذرته من معاقبة السيد المسيح بعد أن حلمت به، وبعدها قام بغسل يده وقال "دمى برئ من هذا البار" وسألهم ماذا أفعل في السيد المسيح، فردوا عليه "أصلبه".
ونوه البابا تواضروس إلى أن هناك العديد من التهم الكاذبة السياسية ضد السيد المسيح، فقالوا ل"بيلاطس" إن السيد المسيح يحرضهم على عدم دفع الجزية وأنه إذا أطلقه حرا سيكون غير محب ل"قيصر"، وكانت النتيجة الحكم على السيد المسيح بالصلب، في مشهد وحكاية تدل على تلوث ضمير الإنسان بدأ من التهم الدينية ومرورا بالتهم السياسية ونهاية بالصلب.
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة في كافة المراحل تصلى للسيد المسيح قائلة، "لك القوة والمجد والبركة والعزة"، موضحا أن كل ما تم منذ نحو ألفى عام هو لخلاص الإنسان.