في الذكرى الأولى لحريقها.. كاتدرائية "نوترادام" تعاني بسبب "كورونا"
يوافق اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الأولى للحريق الضخم الذي لحق بكاتدرائية "نوتر دام" بفرنسا.. وتسبب في أضرار بالغة تجعل ترميمها يستغرق ما بين 10 و 15 عامًا نظرًا لمحاولة الكاتدرائية التي تعد قلب باريس استعادة رونقها مرة أخرى.
وكانت كاتدرائية نوتر دام التي تعد أحد أهم رموز فرنسا شهدت حريقًا ضخمًا في مثل هذا اليوم من العام الماضي أدى إلى تشويه معالمها وانهيار أحد أبراج الكاتدرائية، الذي يبلغ ارتفاعه 93 مترًا، إضافة إلى انهيار سقفها تمامًا، بجانب أضرار أخرى، أحزنت القارة الأوروبية وبقية العالم بقدر ما أحزنت فرنسا، باعتبارها جزءًا من التراث الإنساني.
كورونا وتأثيرها في الكاتدرائية
وتمثل الكاتدرائية رمزًا من رموز فرنسا، كونها استضافت على مدار قرون مراسم تتويج ملوك فرنسا، وازدهرت شعبيتها عالميًا بعد وقت قصير من نشر رواية فيكتور هوجو، "أحدب نوتردام" في عام 1831.
وكان من المقرر أن تبدأ أعمال ترميم الكاتدرائية بتفكيك سقالات كانت موجودة حول الكاتدرائية قبل الحريق من أجل أعمال ترميم دورية، لكن بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصاب ما يزيد عن 143 ألفًا في فرنسا، تُوفي منهم أكثر من 15 ألفًا تم تأجيل ذلك.
قرع الأجراس
من المقرر أن يقرع الجرس الكبير للبرج الجنوبي لنوتردام بباريس في الثامنة مساءً اليوم الأربعاء بعد مرور عام على اندلاع الحريق الكاتدرائية، حيث تمتلك "نوتردام" جرسين ضخمين في البرج الجنوبي هما: "إيمانويل" منذ 1686 و"ماري" منذ 2013.
وقرر الجنرال جان لوي جورجلين رئيس المؤسسة العامة المكلفة بترميم هذا الموقع القوطي في العاصمة الفرنسية، "قرع هذا الجرس بالتزامن مع تصفيق الفرنسيين للطواقم الطبية التي تتعامل مع المصابين بفيروس كورونا"، وفق ما أوضحت إدارة المؤسسة.
تبرعات ضخمة
منذ اندلاع الحريق الضخم الذي استمر لعدة أيام سارعت شركات وشخصيات فرنسية بارزة إلى تقديم تبرعات سخية لترميم الكاتدرائية، التي كانت أحد أكثر الأماكن زيارة في أوروبا، حيث تم جمع 834 مليون يورو العام الماضي كتبرعات لصالح الترميم، فيما تعهدت مجموعة من الشركات بدفع 88 مليون يورو، وفق صحيفة "ليكسبريس" (L'Expresse) الفرنسية.
زائرو الكاتدرائية
تعتبر كاتدرائية نوتردام رمزًا للمسيحية في فرنسا، ويقع المبنى، الذي وضع بابا الفاتيكان حجر أساسه عام 1163، في جزيرة المدينة (إيل دو لا سيتي) في نهر السين بقلب باريس القديمة.
وتستقبل الكاتدرائية نحو 13 مليون زائر سنويًا، وتحتوي على العديد من الآثار ذات أهمية دينية كبيرة للمسيحيين الكاثوليكيين، أهمها "إكليل الشوك" الذي يزعم كثيرون أن الذي ارتداه عيسى المسيح.