رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس الإنسان.. والجماعة المنحطة!

لم تكن مصر بمنأي عما يحدث في العالم من معاناة مريرة صحياً واقتصادياً ونفسياً واجتماعياً بسبب كورونا.. وقد بادرت القاهرة بالتضامن مع الصين الدولة الأولى على طريق الوباء، وساندتها في أزمتها وأوفدت القاهرة وزيرة الصحة إلى بكين ومعها مستلزمات طبية..

 

وهي مبادرة تعكس مقدار ما تتمتع به القيادة السياسية المصرية من أخلاق سامية وشجاعة كبيرة.. الأمر ذاته تكرر مع إيطاليا التي ذهبت إليها وزيرة الصحة المصرية، ومعها مستلزمات طبية ورسائل إنسانية تضامنية تعمق أواصر العلاقات بين الشعبين المصري والإيطالي، ثم تمنيات الرئيس السيسي بالشفاء العاجل لرئيس وزراء بريطانيا وكل من أصابه هذا الفيروس من شعوب العالم .

 

اقرأ أيضا: العالم بعد كورونا!

 

ولم نسمع أن دولة أخرى أرسلت وزير صحتها لبلد آخر منكوب بكورونا في مثل هذه الظروف الصعبة.. فذلك عمل إنساني راقٍ مندوب إليه شرعاً.. وفي المقابل وهذا هو الوجه القبيح الذي أفرزته أزمة كورونا.. إستغل قيادات جماعة الإخوان الإرهابية تلك الجائحة ومارسوا دورهم المعتاد في بث الأكاذيب والشائعات عن مصر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الإخواني الفاسد وجروبات بعض المنتمين للجماعة..

 

زاعمين أن الحكومة المصرية تتستر على حالات مصابة بالفيروس، وتتقاعس عن إتخاذ ما يلزم من إجراءات للحد منه، وأن أعداد المصابين في تزايد، بل ذهبت الجماعة لأبعد من ذلك ببث رسائل مسجلة تعج بالصراخ والعويل حول وجود إصابات بكورونا في مصر دون أن يقدم هؤلاء الكاذبون دليلاً واحداً على صدق ما يدّعون، ولم يتورعوا -رغم علمهم بحرمة هذا الفعل المؤثم شرعاً- عن ترويع الآمنين وبث الرعب في قلوبهم المطمئنة..

 

اقرأ أيضا: وعي المصريين كشف حقيقة الإخوان الإرهابية!

 

لكن هؤلاء هم الإخوان الذين يأتون بالشيء ونقيضه.. المدهش أنهم يفعلون ذلك وهم يعلمون يقيناً أن منظمة الصحة العالمية تراقب كل شيء هنا وهناك، وأنه لا يمكن لدولة أن تخفي إصابات كورونا بين مواطنيها؛ فذلك ليس من مصلحتها بل إن نشر الوعي والحقيقة بين الناس أفيد لها في مثل تلك الظروف، كما أن عواقب التعتيم وخيمة .. وعاجلاً أو آجلاً سيظهر المسكوت عنه ولا يمكن مجابهة ذلك الفيروس إلا بتعاون تام بين الشعب وحكومته.

 

إن المتتبع لما تنشره أو تذيعه جماعة الإخوان الإرهابية يدرك مدى ما وصلت إليه تلك الجماعة من انحطاط يقابله رفعة أخلاق الدولة المصرية ورئيسها وشعبها المتحضر بمواقفه مضرب المثل في المروءة والسمو والتعاطف الإنساني.

 

الجريدة الرسمية