كيف يمكن تحقيق رمضان طول العام ؟
معنى شهر رمضان شهر الخير والبركات والرحمة والتقوى والصدق مع النفس لكن بمجرد انتهاء الشهر الكريم تعود الأمور عند الكثيرين إلى ما كانت عليه من خلل فى العبادة والسلوكيات وكأن رمضان لم يترك أثره فى النفوس حتى أنه ينطبق علينا القول إننا موسميين حتى فى العبادة فكيف يمكن جعل شهر رمضان المبارك طول العام؟
يقول الدكتور طه أبو كريشة الاستاذ السابق بجامعة الازهر إن الهدف من عبادة الله فى شهر الخير وكل الشهور هو تحقيق ثمرة التقوى وهى ليست ثوبا يلبسه المسلم وقتما يشاء ويخلعه متى يشاء وإنما هى صفة يجب أن تكون ملازمة للنفس فى كل زمان ومكان امتثالا لقول رسول الله ( اتق الله حيثما كنت )ولذلك يجب على كل مسلم أن يدرك أنه اكتسب من وراء صومه طهرة لقلبه وتهذيبا لجوارحه وصفاء لروحه وثباتا على الصراط المستقيم ، فالمؤمن الصادق يوقن أن الله عز وجل هو رب كل وقت وأن رمضان فيه الصيام والصلاة والذكر والشكر والصدقة والبعد عن السيئات فى القول والفعل فإن ذلك يكون نوعا من العهد مع الله الذى يجب الوفاء به.
ويقول الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق: إننا كأمة إسلامية نحتاج إلى أن تكون السنة كلها رمضان لنطبق سلوكه وأخلاقياته من سمو بالروحانيات ومجاهدة النفس فى جميع شهور السنة حتى يتحقق قول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )، فإننا لو طبقنا هذا لعشنا مجتمعا مثاليا لا عداوة فيه ولا بغضاء بل تسوده المودة والحب والصدق فالصدق يهدى إلى البر والبر يهدى الى التقوى والتقوى تهدى اإلى الجنة ونظرا لظروف بلادنا فنحن فى أمس الحاجة إلى ان نعيش السنة كلها بأخلاقيات رمضان . ويوضح الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر ان المسلمين اعتادوا فى رمضان على إتيان العبادات والخصال الحسنة كمغفرة للذنوب وستر للعباد من النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الصيام جنة ) اى ستر للعباد من النار ومن الوقوع فى المعاصى والخطايا لأن الصيام يسمو بالنفس من الوقوع فى الهاوية ، ففى رمضان يحرص المسلمون على المحافظة على الجماعة وتمتلئ المساجد بالمصلين فلا يخفى على المسلم ثواب الجماعة وهذا الثواب دائم فى كل صلاة وفى كل وقت ..لكننا نجد المسلمين يحرصون عليها فى رمضان اكثر من اى شهر آخر وكذلك الحرص على قيام الليل وقراءة القرآن حتى فى المواصلات وفى كل مكان حريصين على ختمه عدة مرات ،،فلماذا لا يحرص المسلمون على قراءة القران وقيام الليل كل شهور العام خاصة وانها من صور العبادة الواجبة على المسلمين .
عمر بن الخطاب أول من دعا إلى الاحتفال بشهر رمضان
ويضيف الدكتور صبرى اننا نحتاج الى ان تكون السنة رمضان لنطبق سلوكه واخلاقياته من سمو بالروحانيات ومجاهدة النفس فى جميع شهور السنة حتى نرضى الله تعالى ونكسب ثوابه.