كيف نتأدب مع الله؟.. المفتي السابق يجيب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق عضو هيئة كبار العلماء إن هذا الكون ملك الله والذي يرتبه هو الله والذي يرسم أحداثه هو الله والذي يَخْلُق كل شيءٍ فيه هو الله سبحانه وتعالى عقيدة مرتبطةٌ بالخُلُق وهذا الخُلُق هو "التسليم والرضا" وهذا يترتب عليه عدم الغضب، عدم الصدام، عدم العنف يترتب عليه الرحمة ويترتب عليه الهدوء النفسي ويترتب عليه التوكل حق التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليه من السلوكيات الطيبة واللجوء إلى الله ودعاء الله ويترتب عليه أيضًا شكر الله سبحانه وتعالى ويترتب عليه تعظيم النعمة التي أنعم الله علينا بها ويترتب عليه ألا تخالف إرادتك إرادة الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: كان هناك بعض العارفين - أبو عثمان الحيري - يقول: «منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حالٍ فكرهته» هذه الحكمة توضح لنا هذا الحال الطيب المستقر مع الله سبحانه وتعالى «ما أقامني الله في حالٍ فكرهته» طبعًا الحال مُتَغَيِّر فقد يكون حال خير وقد يكون حال ضيق وشدة ولكنه كان راضي القلب في كلٍ من حال الضَّر والنفع أو السرور والضيق والشدة والنبي ﷺ يقول: «عَجَبٌ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ له خَيْرٌ فإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ» حتى الشوكة يشتاكها المؤمن تُكَفر عنه سيئاته، وتغفر ذنوبه، وترفع درجاته.
ما هو باب الله الأعظم المفتوح على الدوام؟.. المفتي السابق يجيب
وتابع المفتي السابق: «منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حالٍ فكرهته ولا نقلني إلى غيره فسخطته» يعني ينقله من حال إلى حال من الفقر إلى الغنى، من الغنى إلى الفقر من الفقر مرة ثانية إلى الغنى وهو راض ولذلك كل ما يصدر عنه يصدر لله لا يتبرم لا يعترض لا يحدث عنده هَمّ وحَزَن يعطله عن إكمال الطريق فإن سخط الإنسان الحالة التي يكون عليها ويتشوق إلى الانتقال عنها بنفسه وأراد أن يَحْدُثَ غير ما أظهره الله سبحانه وتعالى في الكون فقد بلغ غاية الجهل بربه وأساء الأدب في حضرته سبحانه وتعالى وهذه الحكمة مرتبطة بمجموعة من الأخلاقيات تصل بك في النهاية إلى الله رب العالمين، تصل بك في النهاية إلى أن تكون مؤدبًا مع الله؛ ولذلك كان من دعاء الصالحين: «اللهم علمنا الأدب معك».