ما هي الأركان الأساسية للصوم التي لا يصح بدونها؟
الصيام من الفروض الخمسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الاسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، كما قال عليه السلام “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به“.
وقد اشترطت النية قبل الصيام ولا يصح الصوم إلا بدونها ويقول فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمه الله: للصوم ركنان لا بدّ من وجودهما ليكون صحيحا، أما الركن الأول فهو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس لقوله تعالى في سورة البقرة 187 (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل). وأما الركن الثاني فهو النية لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. بمعنى أن ينوي المسلم صيام شهر رمضان، والنية محلها القلب ويكفي فيها العزم والقصد وتحديد المراد منها كالقيام للسحور وتحري وقت الفجر الصادق للإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، وهذه الأفعال تعتبر دليلا واضحا على وجود نية الصيام إذ هي أثر لها، ويرى جمهور الفقهاء وجوب تثبيت النية للصيام في كل ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم، بينما يرى المالكية أن نية واحدة لصيام الشهر كله في أوله تكفي.
ويوضح الدكتور منيع عبد الحليم محمود العميد السابق لكلية أصول الدين أن الصيام لا يصح بدون النية ويفضل النية في كل ليلة من ليالي رمضان لأن صيام كل يوم عبادة مستقلة وتصح النية من أجزاء الليل وليس المقصود هو التلفظ بها لأنها عمل قلبي وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالا لأمر الله تعالى وطلبا لوجهه الكريم.
مختار جمعة يحدد شروط فتح المساجد في رمضان وصلاة الجمعة
وأضاف الدكتور منيع أن من تسحر بالليل قاصدا الصيام تقرب إلى الله بهذا الإمساك فهو ناوٍ للصيام، ومن عزم أثناء الليل على الكف عن المفطرات أثناء النهار مخلصا له فهو ناوٍ للصيام كذلك وإن لم يتسحر سواء كان ناسيا أو مستغنيا.