الحكومة في زمن الكورونا
طوال السنوات الماضية لم أضبط نفسي يوما متلبسا بمدح الحكومة، وليس هذا إجحافا مني لا سمح الله في حقهم ولكن لأني أيضا لم أضبط أي من تلك الحكومات متلبسة بفعل ما ينبغي الشكر عليه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستعداد للأزمات والكوارث، سواء الطبيعية أو تلك التي يكون مسئولًا عنها البشر.
لكن للحق فالأداء الحكومي الحالي ومنذ انتشار "فيروس كورونا" جعلني أضبط نفسي مرارا وتكرارا متلبسا بالمدح والثناء على ذلك الأداء، الذي لا تخطئه عين وطنية منصفة.
لم نجد تخبطا في القرارات بين وزارة وأخرى، بل على العكس تماما تشعر وكأن الحكومة تعمل كخلية نحل مكتملة الأضلاع..
فالقطاع الصحي يعمل بكفاءة عالية لمكافحة الوباء، فعند ظهور حالة إيجابية يخضع جميع المخالطين للفحص الطبي بسرعة عالية لم نعهدها من قبل، وهذا يفسر للمشككين في الأرقام المعلنة لماذا لم ينتشر الفيروس في مصر بالصورة التي نرى عليها بعض الدول، بالتأكيد هناك عوامل أخرى لكني أرى أن عامل السرعة هو أهمها.
اقرأ أيضا: عيد وثورة
جرب مرة أن تتصل بالرقم المخصص للأإبلاغ عن حالة مشتبه بإصابتها بالفيروس في أي وقت، فستجد موظفا لبقا يرد عليك بكل ود واحترام ويقدر خوفك، ويستفسر منك بكل دقة عن الأعراض التي تبدو عليك ثم يخبرك عما يجب عليك فعله، ولقد جربت ذلك قبل أن أكتب لك، ثم انظر جيدا وبعين منصفة للأسواق ستكتشف أنه لولا تدخل الأجهزة الرقابية بقوة ضد جشع بعض التجار لارتفعت الأسعار بشكل جنوني..
وبعدها أقرأ خبرا عن قرار وزيرة التجارة والصناعة بمنع تصدير البقوليات لمدة ثلاثة أشهر لتوفيرها في الأسواق، كي لا ترتفع أسعارها خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان، حتى تلك المشاكل التي تظهر في الطريق تجد استجابة وحلولًا سريعة، دون تكبر أو إهمال..
لذا أنتهز الفرصة لأشير إلى الوقاية اللازمة لعمال النظافة وتوفير الكمامات وقفازات اليد لهم، مع إلزامهم بها حفاظا عليهم وعلى من يتعاملون معهم، حيث إنهم من أكثر الفئات المخالطة للمجتمع.
اقرأ أيضا: متى ينتحر الفقراء؟
لكن الحكومة لن تنجح وحدها في الحد من انتشار الفيروس، فنحن أيضا مسئولون فيجب علينا الالتزام بالتعليمات، فلا يعقل أن نجد بعض المواطنين حتى الآن يتركون أبناءهم يختلطون ببعضهم البعض في الشوارع، خاصة أن الحكومة اتخذت قرارا صعبا بغلق المدارس حفاظا على صحة أبنائنا ثم نهمل نحن فى المحافظة عليهم!.
الحكومة تستحق أن نصفق لها ونشكرها على هذا الأداء المسئول الذي تدير به الأزمة وألا نبخسها حقها، وتستحق بالفعل أن ندعمها بالالتزام بالتعليمات والقرارات التي تتخذها حتى نعبر سويا إلى بر الأمان بإذن الله.
وأخيرا ندعوا الله أن يصرف عنا البلاء، وألا يصرف عنا أداء الحكومة في زمن الكورونا.
ahmed.mkan@yahoo.com