سر عداء الإخوان للقومية المصرية.. استراتيجية ومنهج أسَّس عليه حسن البنا أفكار الجماعة.. يهدفون لتغيير حركة التاريخ ومحو الحضارة.. إعلاء كلمته
عبر عقود مضت، وجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها من التيارات الدينية، يحاولون كسر الانتماء الوطني، وتشويه الثقافة الوطنية، وتدمير أي محاولة لخلق قومية مصرية خالصة، يكون الانتماء فيها إلى البلاد وحدها دون غيرها، بما يتصادم مع مشروع الإسلاميين لإعادة الخلافة، ووضع كل البلدان في يد محتل خارجي، يبيع الشعارات الدينية مقابل طمس الهويات الوطنية لكل دولة على حدة، التي ستصبح مجرد «إيالة» دولة تابعة لعلم دولته، ما يطرح العديد من الأسئلة، لتفسير هذا الحس الوطني المشوه لديهم.
عبير سليمان الكاتبة والباحثة، ترى أن عداوة جماعة الإخوان الإرهابية للقومية المصرية والانتماء التام للسيادة الوطنية أمر ليس وليد اليوم أو الأمس القريب أو حتى الظرف المعاصر.. بل هي استراتيجية ومنهج أُسِّس عليه التنظيم منذ بزوغه على يد حسن البنا وولائه للقصر والاحتلال الذي دعم وجوده هو وجماعته.
داعية إسلامي: أفكار الإخوان ترتكز على الانتهازية ورؤيتها للثقافات الأخرى "عدائية"
وأضافت أن سيد قطب جاء بعد البنا وانطلق هو الآخر في المزايدة بما يتخطى سلفه البنا في التطرف والانسلاخ عن الهوية المصرية والانتماء للوطن، على أن يكون الولاء الأوحد للجماعة والخلافة والدولة المزعومة التي اتخذت من الدين ستارًا والمظلومية منهجًا والتضليل استراتيجية تهدف نحو تغيير التاريخ ومحو الحضارة.
وأشارت الباحثة إلى أن الجماعة تقيس الانتماء لديها، بالولاء للاحتلال العثماني لتحقيق دولة إسلامية كبرى كما يدعون يكون الولاء والسيادة عبر عباءة خليفتها المنتظر والمزعوم الذي يسعى بدوره لمحو كل ذرة انتماء لحضارة عرفها العالم منذ آلاف السنين وهي الحضارة الفرعونية الرائدة كاملة السادة والعزة والتي وصفتها "الإنثروبولوجيا" في دراسة علم الإنسان بأنها أحد أهم مراكز نشر الثقافات والعلوم والمعارف.
واستطردت: لا ترغب الجماعة في النيل من الضمير الوطني والقومي المعاصر وحسب، بل من تاريخ وحضارة مصر برمتها حتى يخرج جيلا جديدًا ينصهر على جميع المستويات في ولاءات لجماعات وأصوليات أبعد ما يكون عن الأصل المصري الوسطى المنتمي لوطنه بغض النظر عن الدين.
وأردفت: لا يمكن أن نغفل عداوة الإخوان لرائد القومية المصرية الزعيم جمال عبد الناصر الذي ترك آلاف السطور التي تروي لنا صفعات العصر الناصري القومي للجماعة وإرهابها وانسلاخها الدائم عن الأمة وهمومها وأولوياتها.. وهو أمر لم تنجح أبدًا في تحقيقه حتى عندما نجحت في التسلل والسطوة على الحكم عام 2012، والذي لم يدم لها إلا عامًا واحدًا بفضل يقطة الانتماء للشعب والجيش.
واختتمت: انحياز المصريين إلى هويتهم الأصيلة متأصلة كالجذور لا يمكن انتزاعها أو بناء عليها أحلام للهواة وتجار الأديان.
في نفس السياق، يرى محمد توفيق، منسق عام حملة مكافحة الإرهاب والفساد، أن التجربة المريرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وسنة حكمهم الكبيسة لمصر، تركت قناعة واضحة، أنهم والتيارات الدينية كافة، سرطان بجسد الأمة، وانتسابه للإسلام يثير الفتن والاضطرابات والقلاقل.
وأشار منسق عام حملة مكافحة الإرهاب والفساد إلى أنهم يتبجحون بوصف الأوطان أنها حفنة من تراب عفن، في وقت لا يعرفون فيه ملامح واضحة أو نموذجاً لدولتهم المرجوة، وكشف عن ذلك العام الذي حكموا فيه، وزيف ادعاءاتهم الفارغة من أي مضمون.
وأكد توفيق أن مفهوم الدولة لدى الجماعة ينحصر في الدولة السلطانية القديمة التي قرأوا عنها في التراث، دون أن يصل التنظيم إلى شيء من العلوم الحديثة، ومعنى الدولة في السياقات المعاصرة، ولهذا فكرة الوطن والأمن القومي، لا قيمة لهما عند الإخوان، وأبرز دليل مقولة مهدي عاكف، المرشد العام السابق: "طظ في مصر" التي كشفت عورات هويتهم، وعقيدتهم الحقيقية.
وأوضح أن القواعد والأسس في تربية شباب الإخوان تقوم على كراهية الوطنية، حتى يصلوا لأستاذية العالم، كما هو منصوص في أبجدياتهم منذ نشأة ذلك التنظيم، الذي يتوهم أنه يمتلك وحده الحقيقة المطلقة للكون، وأن الحضارة المصرية على امتداد تاريخ مصر وحتى الآن، دولة كفر لاتفى بلأهداف المحددة لهم من قبل التنظيم الدولي.
واختتم: رُفع الغطاء عنهم، وأصبح واضحًا للجميع خطورة الفكر المنغلق العدواني العنصري، الذي كان كالسرطان في جسد الوطن، على حد قوله.