ويسألونك عن كورونا قل هو أذى كبير
لا أدري ولا أعرف لماذا ورد علي خاطري هذا الاقتباس من القرآن الكريم، لكني تأذيت كثيرا لما عرفته وسمعته عن حقيقة مرض كورونا الذي فرق بين المرء وأهله، الزوج وزوجته، والابن وأمه، ليس فقط في الواقع المعيش فقط، بل وفي الممات أيضا..
ووقائع الأخبار تنبئ بالكثير من هذه الفظائع، ولعل حالة سيدة مستشفي النجيلة التي توفيت بأزمة قلبية وهي محتجزة في الحجر الصحي ورفض أقاربها استلام جثمانها خير دليل، كما أن ما حدث في شبرا الخيمة من رفض دفن سيدة توفيت نتيجة هذا المرض لهو أمر فظيع أيضا، وربما يتعارض مع التشريعات السماوية والإنسانية، فإكرام الميت دفنه، ولكن كان للأهالي رأي آخر ربما يتعارض مع المتعارف عليه..
اقرأ ايضا: كورونا والقرية الكونية
وربما والحالة هكذا فإن الإصابة بكورونا لا تحرم المصاب به من الرعاية الاجتماعية وزيارات الأقارب والأهل والأصدقاء حال مرضه، بل إنها أيضا قد تحرمه من الغسل والتكفين والصلاة عليه، وهي أمور كلها مطلوبة ومستحسنة شرعا إلا أنه ينبغي لنا أن نعي جميعا أن الابتلاء بالأمراض والبلايا هي أمور مقدرة من لدن حكيم خبير، لذلك يجب علينا الإيمان والتسليم بقضاء الله..
اقرأ ايضا: أنا مش متنمر!
وعلينا أن نعلم أنه ما من هم ولا نصب ولا شوكة يشاكها المؤمن إلا رفعه الله بها درجة وحط بها عنه خطيئة، وأنه علي قدر الصبر علي البلاء يكون حسن الجزاء، وليكن لنا في هذه القصة العظة والعبرة فقد رويعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَلَا أُرِيَكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّودَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِني أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ تَعَالَى لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَكِ»، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفُ، فَدَعَا لَهَا؛ متفق عليه.
وفي الختام لا يسعني إلا الدعاء بحسن الختام لنا ولكم وللجميع ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.