سبب تسمية شهر رمضان ولماذا نصوم فيه
ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم.. ولماذا خصه الله تعالى بالصوم؟ ومتى فرض صيامه؟
ورد هذا السؤال فى الجزء الثانى من كتاب "فتاوى الإمام عبدالحليم محمود" لفضيلة الإمام الدكتور عبدالحليم محمود، وأجاب فضيلته بالآتى:
شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وإنه أنزل هدى للناس، والهداية هى أساسا نعمة من نعم الله تعالى بها على الإنسانية، وهذه النعمة تقتضى الشكر، ويتمثل الشكر على الهداية فى عبادة تزكى النفس وتسمو بالروح وتستغرق الشهر كله فكانت هذه العبادة هى الصوم الذى يثمر التقوى التى تثمر رعاية الله للمتقى فى كل ضيق..
يقول الله تعالى في سورة البقرة (آية: 185): { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.
اقرأ أيضا: حكم الشرع فى إقامة المرأة فى شقة والد مطلقها
فقد أمر الله تعالى بالصوم بعد أن ذكر أن هذا الشهر الكريم نزلت فيه الهداية الكاملة ممثلة فى القرآن الكريم، فكان لا بد أن نحتفل به، والاحتفال بشيء إنما يكون بما يناسبه.
فالأحتفال بالهداية ممثلة فى القرآن الكريم إنما يكون بما يعد النفس ويمهدها لاستقبال هذا الهداية على خير ما ينبغى، وذلك بالصوم، فكأننا بالصوم ايمانا وإحتسابا نصل الى مستويات من الشفافية للنفس وتطهيرها وتزكيتها فتتنسم هدى السماء وتتشربه، وتمتزج به فرحة مغتبطة فتفهم فى عمق قول الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} سورة المائدة : 3
أما عن معنى كلمة (رمضان) فإنها مأخوذة من (الرمض)، ويقول صاحب مختار الصحاح، الرمض بفتحتين هو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، والأرض رمضاء بوزن حمراء، وقد رمض يومنا أى اشتد حره، وبابه طرب وأرض (رمضة) الحجارة.
اقرأ أيضا: حكم الشرع فى كشف عورة المرأة أمام زوج أختها
ورمضت -بضم الراء- قدمه أيضا من الرمضاء، أى احترقت، وفى الحديث "صلاة الأولين إذا رمضت الفصال من الضحا" أى إذا وجد الفصل حر الشمس من الرمضاء يقول صلاة الضحى تلك الساعة، وأرمضته الرمضاء أى أحرقته.
شهر رمضان جمعه رمضانات أو ارمضاء بوزن أصفياء قيل إتهم لماغ نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التى وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمى بذلك.
وكان مجاهر رضى الله عنه يكره أن يقال : رمضان ومن كلامه لكن مقول ما قال الله شهر رمضان.
ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مبشّراً برمضان: أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) صحيح الجامع
وفرض صيام شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة، وروى ابن سعد فى طبقاته الكبرى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال: "نزل فرض شهر رمضان بعد ما صرفت القبلة بشهر، فى شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم".