حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (11)
لماذا تنتشر وتزدهر المعلومات الخاطئة؟! هل تعني كل هذه الأخبار المزيفة عن تخليق الفيروس وإصابته لمشاهير العالم -على الرغم من إصابة البعض منهم فعلا- أن الناس ساذجون بشكل ميؤوس منه، وقلقهم يجعلهم يتقبلون أن أي حالة موت الآن هي بسبب كورونا؟!
يتناقل الناس الأخبار المزيفة على سبيل المزاح واللهو، وتجميع أكبر قدر من اللايكات والشير، وطرح القصص الغريبة والتي بدأت في حالة فيروس كورونا بأنه نتيجة أكل خفاش، وكذلك تلك الأخبار المتعلقة بالشائعات عن المشاهير وعموم الناس لتدغدغ مشاعرنا، لذا فالمعلومات المضللة تتكاثر في أوقات الأزمات.
لذا وجب علينا جميعا أن نسعى جاهدين ليكون لدينا الحرص والحيطة، غير أن الحيطة ستفيد فقط لو ساعدتنا في الانفتاح على المعلومات ذات القيمة ونشرها بين أفراد المجتمع الافتراضي الأكثر تأثيرًا (السوشيال ميديا) من المصادر المعتمدة للجهات المعنية من الدولة، ونشر ثقافة الوعي لتصبح عادة وليست لمجرد اطلاع فقط..
اقرأ أيضا:
حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (8)
لذلك أحسنت صنعا النيابة العامة المصرية عند إعلانها عقوبات مغلظة ضد مروجي الشائعات حول كورونا، وذلك من خلال إدارة أو استخدام أي من المواقع أو الحسابات الخاصة على الشبكة المعلوماتية لنشر وترويج أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة، وعلينا جميعا أن نعيد النظر في فكرة العزل الذاتي، ليس على أنه وسيلة حاسمة لتقليل انتشار الفيروس فقط بل إعادة تفكير وترتيب حياتنا داخل المنزل ومع الأسرة..
ستجد أن هناك مهامَّ كثيرة مؤجلة ولم تنجز منذ فترة طويلة، منها كتب لم تقرأها، وأرفف لم يُرتًب ما عليها وتكتشف أسرتك وأبناءك من جديد، هذا القرب الأسري فرصة ذهبية "لإصلاح حقيقي" داخل الأسرة، وأعتقد أن من إيجابيات العزل المنزلي عودة الحميمية لدي العائلة، واجتماع أفرادها..
حتى أن قسماً كبيراً من الأسر نجد أنهم تعرفوا على بعضهم من جديد بسبب أمور فرضتها مشاغل الحياة عليهم، فضلاً عن الحرمان من متعة الخروج للمولات والأسواق والمقاهي..
اقرأ أيضا:
حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (٤)
فرض الفيروس واقعاً جديداً بسبب المخاوف من العدوي، وعلينا أن ننتبه لكيفية قضاء الأوقات مع الأسرة في هذا الوقت، وضرورة أن يكون تعامل الأسرة مع قرار الدولة الاحترازية والوقائية بشكل علمي وترفيهي ويراعي الجانب العمري للابن والابنة، بحيث ينمي مهارتهم ويعززها..
والحرص على عدم إعطاء حيز كبير من وقت الأبناء للتكنولوجيا، والحرص على إعلاء الروح الوطنية في النسيج المجتمعي من خلال الأسرة، والحرص على اطلاع الأبناء على نماذج من الأعمال الوطنية التطوعية، خلال هذه الفترة خاصة مع توافر العديد من النماذج المشرقة..
ومنهم الجيش الأبيض، وإبراز دور الأطباء وهيئات التمريض بالمستشفيات فى مختلف محافظات الجمهورية، فى مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا، المعروف علميًا باسم "كوفيد – 19"، والإجراءات الخاصة التى يقوم بها الأطباء وهيئات التمريض ومقدمو الخدمات الصحية لعلاج المصابين بكورونا، والتى تمثل حائط الصد الأول ضد "الوباء العالمى"، الذى يمثل أبرز تحدٍ يواجه البشرية حاليًا.
اقرأ أيضا:
حروب الجيل الرابع.. معركة الوعى "1"
وأنت رب الأسرة ستتمكن من مساعدة أطفالك على نحو أفضل إذا كنت أنت أيضاً تتعامل مع الوضع على نحو ملائم.. وسيتأثر الأطفال بردود أفعالك إزاء الأخبار، لذا من المفيد لهم أن يعرفوا أنك هادئ وتحافظ على رباطة جأشك وإذا كنت تشعر بالقلق أو الانزعاج، فخصص وقتاً للاعتناء بنفسك، وتواصَل مع أقارب آخرين وأصدقاء وأفراد تثق بهم من مجتمعك المحلي.. وخصّص وقتاً للقيام بأنشطة تساعدك على الاسترخاء واستعادة همّتك من جديد..
وفي الختام أقول إن التفاؤل والثقة بالله بأن الأيام القادمة ستكون أجمل، هو سلاح في مواجهة ما لا حيلة لك به، وهكذا فعل كثيرون ممن خيم الوباء على أوطانهم.
#للحديث بقية
في المقال القادم نتحدث عن كتاب “end of days” للكاتبة "Sylvia Browne” والذى صدر عام 2008 تحدثت فيه عن انتشار فيرس غامض باسم " wyhan 400" نسبة إلى المدينة الصينية "wyhan" التى بدأ منها انتشار فيرس كورونا المستجد المعروف علمياً باسم covid19، وتوقع الكاتبة فى روايتها ظهور الوباء عام 2020 !