تناول كوب شاي بطعم سم الفئران.. قصة قتل "أبو زيد" على يد عصابة بالمنيا
«اشتقت إليك بحجم استحالة عودتك إلى هذه الحياة مره أخرى يا أخي» .. بهذا الرثاء يناجي «طاهر» شقيقة الأكبر «أبو زيد» الذي قُتِلَ غدرًا على يد أشخاص امتهنوا عمليات الخطف من أجل المال.
«لو عاوز أخوك.. تعالي وهات مليون ونص .. جهزهم واتصل بيا».. تلك المكالمة التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدوده تلقها «طاهر» صاحب الثلاثين عاماً، من أحد مختطفي شقيقه «أبو زيد» ذي السبعة والثلاثين عاماً، كنوع من أنواع الفدية المالية حتى يطلقوا سراح شقيقة الأكبر.
حكاية أب مُتهم بقتل ابنته المريضة نفسيا حرقًا
لم يتردد ابن قرية إدمو التابعة إدارياً لمركز المنيا، في أن يتوجه إلى مركز شرطة المنيا لإبلاغ قوات الأمن بواقعة الاختطاف، وما دار في المكالمة الهاتفية مع الخاطفين.
يبدوا أن «أبو زيد» المُختطف قد تعرف على شخصيات المتهمين أثناء عملية اختطافه.. هنا دخل الرعب قلوبهم وقرروا التخلص منه مع استمرار وهم شقيقه طاهر بأن «أبو زيد» مازال على قيد الحياة، حتى يتمكنوا من الحصول على الفدية المالية.
«تشرب شاي» بذلك العرض قُتِلَ «أبو زيد» .. بدأ الخاطفون يفكرون في حيلة شيطانية للتخلص منه، فقام أحد الخاطفين بسؤال المجني عليه إذا كان يريد أن يتناول كوبا من الشاي من عدمة وهو يتيقن الإجابة بنعم، فكما يقول الفيلسوف سقراط «كن حذرًا ومتخوفًا من كرم اللئيم»، إلا أن القدر أجاب بنعم بدلاً من أبو زيد، ذاك الكوب الذي كان مطعما بسم الفئران، فسقط أبو زيد جثة هامدة.
وبعد ذلك قاموا بوضعه فى جوال وحفر حفرة فى أرض زراعية خاصة بأحد المتهمين ووضعوا عليه التراب، وبالقبض عليهما اعترفوا بارتكاب الجريمة وأرشدوا عن مكان الجثة.
وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم وجار العرض على النيابه لمباشرة التحقيقات.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بالمنيا تمكنت بالتنسيق مع مباحث مركز المنيا من إلقاء القبض على متهمين بقتل مزارع بعد خطفه، طمعا فى الحصول على فدية من أهله.
وتلقى اللواء محمود خليل مدير أمن المنيا إخطارا من اللواء خالد عبد السلام مدير البحث الجنائى بالمديرية، يفيد تلقية إخطارا من مأمور مركز المنيا، بورود بلاغ باختطاف " أ. م. ع" من المنزل، وأن شقيقه تلقى اتصالا من الخاطفين بطلب فدية مبلغ مليون ونصف جنيه.
على الفور تم تشكيل فريق بحث بقيادة الرائد عبد الرحمن شعبان وبتتبع التليفونات وخطوط السير تبين أن المتهمين هم " م. أ. ع " و" خ. أ. خ" مزارعون من إحدى قرى مركز المنيا، وتبين من التحريات الأولية أنهم قاموا بخطف المجنى عليه، وطلبوا فدية من أهليته، وبسبب خوفهم من افتضاح أمرهم وضعوا له سم الفئران فى الشاى وكتموا أنفاسه حتى فارق الحياة.
وبالقبض عليهما اعترفا بارتكاب الجريمة وأرشدا عن مكان الجثة، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وجرى العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.