حكم الشرع فى احترام الزوجة لأهل الزوج
تحتاج الحياة الزوجية للاستقرار والبعد عن المشاحنات حتى تنجح وتستمر، ومن أسباب النجاح هو تجنب الخلافات مع أهل الزوج، ولكن للأسف كثيرا ما تحدث المشكلات بينى أنا و زوجتى بسبب إختلافها الدائم مع أهلى، فما حكم الشرع فى مثل هذه التصرفات؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الإمام الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق فى الجزء الثانى من كتابه : "فتاوى الإمام عبد الحليم محمود" فيقول فضيلته:
يطالب الإسلام الزوجات بإحترام أهل أزواجهن، ومعاملتهن بالحسنى، وتختلف أساليب المعاملة بأخلاق البيئات.. فإذا كان مثل هذا النداء فيه إستهانة بأهل الزوج، أو تحقير لهم فهو حرام وإساءة أدب، وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)..
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى ركوب البنت مع زميلها في السيارة وحدهما
وفى الحديث الشريف الذى رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلِمُ أخُو المسلِمِ ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ ، ولا يَحقِرُهُ ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وعِرضُهُ".
ويتأكد هذا الحق بتلك الصلة الوثيقة صلة المصاهرة. وإن كان مثل هذا النداء على وجه التخفيف والتلطف ورفع الكلفة فلا شيئ فيه مع من هم فى سنهن أو فى مرتبتهن، أما مع الكبار فلابد أن يكون مسبوقا بما يشعر بالإحترام.
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى إهمال الزوجة والأولاد
وقد جعل الاسلام زوجة الإبن كالإبنة فى تحريم نكاحها ، وجعلها بالنسبة إلى الأب كالمحرمات من النسب ، قال تعالى فى ذكر المحرمات من النساء : (وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ) .
على مثل هؤلاء الزوجات أن يراعين آداب الإسلام العالية، وإرشاداته السامية، رفعا لمستوى الأخلاق ، وتحسينا لمظهر الأسرة.