فيروس كورونا ابتلاء أم عذاب؟.. مبروك عطية: ما دام على وجه الأرض إنسان فلا عذاب وعلينا التوبة عن البناء الخاطئ | صوت
أبدى الدكتور مبروك عطية، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، رأيه بشأن ما يثار حول انتشار وتفشي وباء فيروس كورونا ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على كافة المستويات العالمية والدولية، حتى إنه قبل منتصف مارس الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا «جائحة»، وهنا اختلفت الآراء حول الفيروس، فكان من يراه جزءا من حرب بيولوجية وفيروس مصنع، وفئة أخرى تراه وباء طبيعيا وابتلاء من الله، بسبب كثرة المعاضي والذنوب.
وفي هذا الصدد أعلن الدكتور مبروك عطية لـ «فيتو» عن تدشين صفحة عبر موقع التواصل الإجتماعي للرد على كافة الإستفسارات في هذا الشأن، بالاضافة إلى دروس يومية يقوم بنشرها، لتوضيح مفاهيم الدين الصحيح، الخالي من الخزعبلات والمصطلحات العنيفة التي ينبغي أن تكون في قاعة المحاضرات لا أن يتلقاها العامة لفهم صحيح دينهم _على حد قوله_.
مبروك عطية عن رفع بلاء كورونا: "بالصبر والتوبة النصوحة"
وعن انتشار فيروس كورونا، قال الدكتور مبروك عطية، إن الوباء والابتلاء عندما يكون شديدًا فلا شك أن سببه كثرة المعاصي والبعد عن الأخذ بالأسباب، وهناك زاوية لم ينظر إليها في هذا الميكروب، وهو أننا لوثنا الأرض تلويثًا اشتكت منه إلى رب الأرض والسماء، وقد قيل منذ زمن إن فتحة الأوزون قد خُرقت ولا أحد قد اهتم لهذا الأمر، ولهذا فما وصلنا له الآن لأننا ندفع ثمن أخطائنا.
وتابع: «لا شك أن الله غير راضٍ عنا، ولكن الزاوية الأخرى التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار هي الجانب العلمي والتوعوي، وان نقدر العلماء حق تقديرهم فكما قال رسول الله ﷺ: العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يوثروا دينارًا ولا درهما»، لافتًا إلى أن على العلماء أن يكونوا كالشموع التي تنير طريق الأمة.
هل يجوز الإفطار في شهر رمضان للوقاية من فيروس "كورونا"؟.. الأزهر يجيب
وأكد الدكتور مبروك عطية، أن فيروس كورونا وباء وابتلاء لا أحد يمكنه أن ينكر ذلك ولكن العذاب هو شيء آخر، حيث قال رب العزة عن الإبتلاء في سورة البقرة: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ»، وهنا تتجلى كلمة شيء أي نقص أو بقليل من ذلك، كذهاب بعض الأموال أو كلها، أو موت الأصحاب أو الأحباب.
ولكن حينما تحدث عن العذاب قال في سورة القلم: «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ»، ثم قال بعدها: «كذلك العذاب»؛ لأن الحديقة برمتها قد أُحرقت وأصبحت كقطع الليل المظلم، وما دام على وجه الأرض إنسان فلا عذاب، ولذا فما نحن فيه بلاء وابتلاء شديد، يقتضي زواله أمرين، اليقين بان الله قادر على كشفه والأخذ بالأسباب.
10 أخلاق يجب أن يتحلى بها المسلم فى مواجهة فيروس "كورونا"
وقدم عطية نصيحة وصفها بـ«القاسية»، وهي أن يتوب الإنسان ليس فقط عن الذنوب الظاهرة كالسرقة والقتل والكذب، ولكن التوبة عن البناء الخطأ الذي بني عليه الإنسان فكرًا ووجدانًا واعتقادًا.