حكم الجهر بالدعاء فى الأماكن العامة
الدعاء له فضله وآدابه ومواطنه ، وكذلك الدعوات لها أماكنها ومواطنها ..لكن هناك أناسا لم يفهموا هذا فاتخذوا وسائل المواصلات أو الشوارع بل حولوها الى منبر دعوى دينى فتجد من يقرأ القرآن بصوت عال على الرغم من عدم اجادته لقراءته، أو يدعو الله لرفع البلاء بصوت جهورى إضافة إلى علامات الحزن والأسى والغضب والتشاؤم التى تعلو وجهه وفى النهاية علينا ان ننصت .
وتجد احيانا من يمسك بمجموعة من الاذكار والادعية فيرددها بصوت عال مطالبا وداعيا برفع الغضب وانتهاء البلاء والمهم انه يحث الجميع على ترديدها معه . فهل هذا معقول فى خضم الزحام الشديد من البشر فى الشوارع ووسائل المواصلات مع الدعوة الى تخفيض التجمعات فى الشوارع والاماكن العامة .
حول هذه الظاهرة يحدثنا الدكتور أحمد محمود كريمة استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر فيقول: من المقرر شرعا ان الدعاء هو الكلام الدال على الطلب مع الخضوع ويسمى سؤالا ، وهو ايضا استدعاء العبد من ربه العناية واستمداده المعونة .
والدعاء من القربات الشرعية وقامت الادلة من القران الكريم والسنة النبوية على مشروعيته وله آثار فكما قيل "كم رفعت محنة بالدعاء وكم من مصيبة كشفها الله بالدعاء " لكن ان للدعاء آدابا كمها ان يكون مطعم الداعى ومسكنه وملبسه حلالا ، وأن يترصد الداعى لدعائه الاوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة ورمضان من الشهور ويوم الجمعة فى الاسبوع ووقت السحر من ساعات الليل ، وان يغتنم الاحوال الشريفة عند اقامة الصلاة ونزول المطر وما أشبه ذلك .
كما يجب ان يتحرى المواطن والاماكن التى يدعو فيها فخير الدعاء ماكان فى المسجد او اماكن دراسة القران الكريم او بعد درس علم .وهذه مواطن ترجى فيها الاجابة وليس الشارع او التجمعات للدعاء امام المنازل او فى وسائل المواصلات.
حكم الجهر بالدعاء عند القبر أما الاداء من الداعى فينبغى التوسط فى رفع صوته قال سبحانه وتعالى ( واذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع اذا دعانى ...) ، وقال جل شأنه (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) زواخيرا ان الاسواق والشوارع والمواصلات والمصالح الحكومية ليست اماكن تتفق مع قراءة الدعاء او الاذكار بصوت مرتفع بل ربما يوصم صاحبها بالرياء ، فهو فى بيته يمكنه فعل ذلك . كما انه فى اعلاء الصوت إضرارا بالاخرين فرب مريض او متعب او غير مسلم ر يريد سماع الدعاء .