حكم الجهر بالدعاء عند القبر
اعتنت الشريعة الإسلامية بالإنسان وجعلته محور تشريعاتها وأحكامها المختلفة، وسنت له العديد من الأبواب الشرعية التى تتناسب مع كل مرحلة تمر عليه، منذ ولادته حتى مماته، ومن الأسئلة التى تردد في هذا الشان هو حكم الجهر بالدعاء عند القبر.
وفي هذا السياق أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه يسن عند الفراغ من دفن الميت الانتظار والدعاء له، وسؤال الله – عز وجل – له بالتثبيت عند السؤال، وذلك لحديث عثمان – رضي الله عنه - قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل" رواه أبو داود، وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف على القبر بعدما يسوي عليه، فيقول: اللهم نزل بك صاحبنا، وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به.
واستشهدت اللجنة بقول الإمام الترمذي: الوقوف على القبر، والسؤال للميت في وقت الدفن، مدد للميت بعد الصلاة عليه، لأن الصلاة بجماعة المسلمين كالعسكر له، قد اجتمعوا بباب الملك، يشفعون له، والوقوف على القبر، وسؤال التثبيت، مدد للعسكر، وتلك ساعة شغل الميت.. كما هو مستفيض عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
وأوضحت اللجنة أنه في قوله – صلى الله عليه وسلم: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل" عموم، فيجوز الدعاء فرادى، كما يجوز أن يدعو أحدهم جهرًا، ويؤمن الناس على دعائه، على أصل مشروعية الدعاء وهيئته، إذ لا مخصص، ومن ثم فلا يصح الإنكار في مثل هذه الأمور، مما فيه متسع.
هل يجب على المرأة الزكاة في مؤخر الصداق؟.. دار الإفتاء توضح
رأي الإفتاء | وفي سياق متصل أكدت دار الإفتاء أن الدعاء للميت بعد دفنه سنة واردة عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - فعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه - قال: كان النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ".
وأضافت الدار أنه عن كيفية الدعاء: فالأمر فيها واسع، لأن الأمر بالدعاء ورد مطلقًا، وما كان كذلك وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييد وجه دون وجه من غير دليل، وإلا كان هذا تضييق لما وسَّعه الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت الدار أنه بناءً على ذلك فيجوز الدعاء للميت عند القبر بعد دفنه سرًا وجهرًا، فرادى وجماعات، على أن الدعاء في الجمع أرجى للقبول، وأيقظ للقلب، وأجمع للهمة، وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، خاصة إذا كانت هناك موعظة، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم: "يد الله مع الجماعة".