العدالة العمياء في الإسماعيلية
لم تتح لنا فرصة الانتقال إلى الإسماعيلية لمتابعة محاكمة المتهمين في جريمة اقتحام سجن وادى النطرون والاستماع إلى شهادة مأمور سجن دمنهور العمومى حول هذه الواقعة.. وقد تأكدت لدينا الحقيقة التي نعرفها عن قضاء مصر المتجرد والمتحرر من كل تأثير، وهذا ما يلتزم به قضاة محكمة الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب وعضوية المستشارين وليد سراج الدين وخالد غزى الذين استمعوا إلى شهادة اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق والتي قال فيها "إن اللواء عمر سليمان أبلغه أن قوات من حزب الله والقسام تسللوا إلى مصر وشاركوا بأسلحتهم في اقتحام السجن وإخراج من فيه".
ومن بين الذين قامت القوات المسلحة الأجنبية بتهريبهم محمد مرسي ومحمد سعد الكتاتني وعصام العريان وسعد الحسيني محافظ كفر الشيخ وكان في استقبالهم مرشد الإخوان والخضيري وأحمد فتحي وأحمد أبو بركة وصفوت حجازي وعصام سلطان، وهذا ما قاله أيوب عثمان الذي تعرض لاصطدام بالسيارة أثناء ذهابه إلى المحكمة للإدلاء بشهادته في محكمة الإسماعيلية واستولى مجهولون على أوراقه، وقال إن هناك نسخة أخرى من الأوراق لدى المخابرات العامة.
وأكد أيوب عثمان أنه في الساعة الثالثة صباحًا جاءت سيارات ميكروباص إلى جانب سيارة المرشد وقسموا أنفسهم إلى قسمين لاقتحام السجن من بوابتين مختلفتين، مضيفًا أنه تم إطلاق نار كثيف قبل أن يشاهد الهاربين وهم يرتدون ملابس السجن.. وقد تلقت المحكمة تقريرًا سريًا من جهاز المخابرات العامة يفيد بتنفيذ قرار المحكمة الصادر في جلسة مايو الماضي بشأن طلب تحرياتها عن أحداث سجن وادي النطرون كما استمعت في جلسة سرية على مدى عشر ساعات متواصلة إلى أربعة شهود من ضباط جهاز أمن الدولة الذين سردوا في أقوالهم شهادات تاريخية أوضحت وقائع اقتحام السجون وتهريب السجناء والملامح الدالة على شخصية بعض من شارك في تهريب السجناء.
ولن يستطيع أحد التشكيك في شهادة محمود وجدى الذي جاء وزيرا للداخلية عقب ثورة يناير والذي لم يكن أبدا على وفاق مع نظام مبارك وحزبه ولا مع وزير داخليته حبيب العادلى.
وأتمنى لو سنحت لنا الفرصة للإقامة في الإسماعيلية لنتابع أروع صور العدالة العمياء التي تتجلى في قضاة مصر الذين لا يخشون في الحق أحدا سوى الخالق سبحانه وتعالى.
وليت مصر كلها تكون معنا هناك داخل القاعة التي سيصدر منها حكما قد يغير مجرى تاريخ مصر لعقود طويلة.