هل كان عبد الحليم حافظ صوتًا ميكرفونيًا؟.. صميم الشريف يجيب
دائمًا ما كانت الحداثة محل خلاف الأجيال المتعاقبة، فكل جديد يبيت غريبًا حتى يعتاد الناس عليه ويصبح أمرًا اعتياديًا، ليجئ من بعده آخر حديث.
كان الميكرفون في عصر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، إحدى الأمور الحديثة التي اقتحمت عالم الفن، والذي استطاع أن يحدث نوعًا من أنواع المد والجزر بين الفنانين، فمنهم من رفضه جملة وتفصيلًا كالسيدة منيرة المهدية، ومنهم من صالحه بعد لوم مثل كوكب الشرق أم كلثوم، ومنهم من تقبله ورحب به من البداية مثل عبد الحليم حافظ.
يقول الباحث الموسيقي السوري صميم الشريف، في كتاباته التي جاءت بعنوان "أصحاب الأصوات الميكرفونية": إن الميكروفون هذا الدكتاتور المخيف، غدت بفضله سيدة الغناء الأصوات الهزيلة، والأصوات القوية تراجعت أيضًا بفضله أو احتلت زاوية قصيّة... وصوت عبد الحليم حافظ صوت ميكروفوني محدود المساحات، صغير وفقير، ولكنه مع هذا يمتاز بالعاطفة... فالميكروفون خدم صوت عبد الحليم خدمات جلّى، فزاد في جمال ما يضمه من صفات مقبولة، حتى جعلها آسرة، وأخفى العيوب التي تشوبه حتى باتت لا تبين إلا نادرًا.
وتؤكد مجلة معازف الإلكترونية المتخصصة في الموسيقى في ملفها عن الميكرفون، أنه على الغم من تعصُّب الشريف الواضح تجاه الميكروفون، رحب بدوره في أثر صوت عبد الحليم الذي وجده بفضل الميكروفون آسرًا.
تلوم منيرة المهدية ظهور الميكروفون على انتهاء مسيرتها لسببين، أولهما عدم إتقانها التعامل معه، والثاني إفساحه المجال للأصوات الضعيفة، وكثيرون من كان موقفهم من الميكروفون كموقفها معتبرينه الفاصل بين زمنٍ جميل وزمنٍ هابط. الآن يُعتبر عبد الحليم حافظ من أساطير الطرب، رغم أنه ممن استطاعوا دخول الساحة الفنية بفضل الميكروفون.
اقرأ أيضًا:
النقاد يهاجمون عبد الحليم حافظ لسبه سيد درويش
وعلى الرغم من المساحات التي وفرها الميكرفون للفنان الراحل عبد الحليم حافظ بحسب ما ذكره الباحث الموسيقي السوري صميم الشريف، إلا أنه كان نقمة على فنانين آخرين، والتي تأتي السيدة منيرة المهدية في مقدمتهم، حيث اعتبرته "تقليعة" سرعان ما ستنتهي، ولم تقبل الوقوف أمامه لأنها اعتبرته مثل "مبسم الشيشة".