النقاد يهاجمون عبد الحليم حافظ لسبه سيد درويش
فى كتابه “جسر التنهدات” يحكي الكاتب جليل البنداري بعضًا من ذكرياته مع المطرب عبد الحليم حافظ فيقول: عاصرت بنفسي امتحانًا رهيبًا لشجاعة عبد الحليم حافظ عندما كتب الناقد راجى عنايت حديثًا فى جريدة الجمهورية على لسان عبد الحليم حافظ تناول فيه شخصية الموسيقار سيد درويش بالنقد والتهكم ووصفه بأنه كان يتعاطى المخدرات.
تعرض عبد الحليم لأكبر حملة صحفية بسبب هذا الحديث فقد هاجمه الكاتب الصحفى سامى داوود بالخوض فى حياة سيد درويش، وقال أحمد حمروش إنه يحب عبد الحليم لكن غيرته على سيد درويش أكبر من هذا الحب واتهمه بالحقد على سيد درويش، وسأله جليل البندارى فى ذلك فقال عبد الحليم حافظ: نعم أنا قلت إن سيد درويش كان يتعاطى المخدرات والكوكايين وأنا لست جبانا حتى أنكر رأيا قلته بلسانى والقصة من أولها أننى تعرضت لحملات شديدة من بعض الكتاب والنقاد ولم يحاول أى منهم أن يرفع سماعة التليفون ليتحرى الحقيقة، والحقيقة تتلخص فى:
1 – إن الشاعر صلاح عبد الصبور نشر حديثا لعبد الوهاب يقول فيه إن سيد درويش لو عاش إلى يومنا هذا لما استطاع أن يقدم جديدا فى موسيقانا لأنه كان يتعاطى المخدرات والكوكايين، وكان ينام ثلاثة أيام ويفيق ثلاثة أيام. وردا على ذلك رفع محمد البحر نجل سيد درويش قضية ضد كاتب المقال وعبد الوهاب.
2 – فى جلسة حضرتها جمعت بين عدد من الفنانين والصحفيين والأدباء دار الحديث حول موقف عبد الوهاب من القضية فقلت لهم إن عبد الوهاب سيكسب القضية، سألونى على أي أساس؟ فقلت أنا لا أعبر عن رأيى الشخصى فى سيد درويش فأنا لم أره ولم أعاصره ولم أعرفه إلا من خلال قراءاتى وتعالى معى إلى مكتبة أخبار اليوم حيث سحبنا كتابا عن سيد درويش تأليف د.محمد إبراهيم الأستاذ بكلية فنون الإسكندرية ففى مقدمة الكتاب كتب فتحى رضوان وكان وزير الإرشاد يقول المؤلف فيه إن سيد درويش كان شديد الاعتزاز بطاقته الجسمانية فكان يرهق جسمه فى السهر والأكل والشرب والكيوف غير مبال بما يترتب على كل ذلك.
3 – إن السيدة روز اليوسف فى ذكرياتها قالت: كان سيد درويش لا تطاوعه الألحان إلا إذا وصل إلى قمة الانبساط بتعاطى كميات من المخدرات لدرجة أن عزيز عيد كان يجاريه حتى ينتهى من تلحين المسرحيات.
عبد الحليم حافظ عند شعراء أغانى الزمن الجميل
وعموما أنا لا أنكر أن سيد درويش كان فنانا عظيما فى عصره وصنع موسيقى مصرية وجاء عبد الوهاب وحمل الشعلة التى تضاء بالزيت وعندما لاحظ أن ضوء الشعلة بدأ يخبو اخترع عبد الوهاب الكهرباء.