"الرقابة بالهواتف المحمولة".. نظام وقاية صيني فاشل تسبب في تفشي كورونا
تزامنًا مع انتشار وباء "السارس، وزلزال سيشوان فى الصين أنشأ المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها نظامًا للتبليغ الطارئ باستخدام الهواتف المحمولة.
وقد زودت الوكالات المحلية المعنية بالرعاية الصحيةحينها بـ 495 هاتفاً جوالاً يعمل بالطاقة الضوئية، وكانت جميع هذه الهواتف قد حُملت ببرمجيات مصممة لإدخال وبث حالات الأمراض المعدية إلى قاعدة معطيات وطنية بغرض إجراء المزيد من التحليل.
وبحسب مسؤولون للمستشفيات تم إدخال تفاصيل المرضى في جهاز كمبيوتر وإخطار السلطات الصحية الحكومية في بكين على الفور ، حيث يتم تدريب الضباط على اكتشاف وتفشي الأمراض المعدية قبل انتشارها، كما أنه تم إقامة نظام التبليغ الطارئ في 14 مقاطعة تأثرت تأثراً شديداً بالزلزال في ولاية سيشوان في الصين.
وتُعد الهواتف الجوالة من أدوات التواصل المفيدة في ترصد الأمراض الـمُعدية في المناطق التي تضربها الكوارث الطبيعية.
وبعد تفشي فيروس كورونا في الصين وتحديدًا في ووهان بدأ الأطباء في تلك المقاطعة استخدام هذه الأجهزة علي مجموعة من المرضي المصابين بالالتهاب الرئوي في ديسمبر الماضي، وكان من المفترض أن تكون النتائج ايجابية للمصابين لكنها جاءت العكس مما تسبب في وقوع الأزمة التي أودت بالعالم أجمع وليست الصين فقط.
في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة وأوروبا وبقية العالم لاحتواء جائحة الفيروس التاجي ، تباهت الصين بامتلاكها جهاز أمن للاستعلام عن الفيروس التاجي ، الأمر الذي زاد من حدة وتطور الأعداد في الصين نظرًا لفشلة في إحصاء الأعداد بشكل صحيح.
اقرا أيضا:
الصين تكشف مدة بقاء فيروس كورونا نشطا ودرجة الحرارة التي ينتعش فيها
وقالت دراسة عن الوباء أجراها 12 خبيرا طبيا من جامعة شنغهاي جياو تونج إن فشل الأجهزة في الأسابيع الأولى قلل إلى حد كبير من اليقظة والحماية الذاتية للجمهور وحتى العاملين في المجال الطبي ، مما جعل من الصعب احتواء الوباء.
وقال يانج جونج هوان ، مسؤول رعاية صحية متقاعد، أنه كان يمكن للصين انقاذ نفسها وخفض عدد الاصابات بنسبة الثلثين اذا توقفت عن استخدام النظام الذي وصفته بالأمن قبل اسبوع واحد من منتصف يناير الماضي، بينما وجدت دراسة أخري أنه إذا تحركت الصين للسيطرة على تفشي المرض قبل ثلاثة أسابيع ، لكان من الممكن أن تمنع 95 % من نسبة الاصابات علي مستوي العالم.
وبعد أن تأكدت الصين من فشل نظام الإنذار المبكر للأوبئة والأمراض المعدية ، وجد المجتمع الطبي طرقًا أخري غير رسمية لتنبيه الأخرين ، كما تعهدت الحكومة بإصلاح العيوب التي تم الكشف عنها في نظام مراقبة الأمراض .