رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات متطرفة للتعامل مع كورونا

نتنياهو
نتنياهو

حالة من الضبابية تشهدها إسرائيل في ضوء تفشي فيروس كورونا بل ووصوله إلى رأس السلطة في ضوء أنباء عن إصابة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد مخالطته لمستشارته التي ثبت إصابتها وزوجها بالفيروس، الأمر الذي جعل الجيش الإسرائيلي يدخل على خط الأزمة ولكن ليس لحلها وإنما استغلالا للوضع من أجل فرض مزيد من التضييقات على الفلسطينيين.

ويتعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع انتشار فيروس كورونا في الضفة الغربية من منطلق عسكري فقط.

وبلغ، أمس، عدد الإصابات بكورونا في إسرائيل، التي يسكنها نحو 8 ملايين نسمة، 4,247 وعدد الوفيات بلغ 15، بينما عدد الإصابات بالفيروس في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يسكن قرابة 5.5 مليون نسمة، 108 إصابات وتسجيل وفاة شخص واحد من جراء إصابته بالفيروس.

سيناريوهات متطرفة 

رغم هذه المعطيات وعدم وجود مجال للمقارنة بين انتشار الوباء في إسرائيل وتشخيص حالات قليلة نسبيا في الضفة والقطاع، إلا أن الجيش الإسرائيلي وضع خططا عسكرية للتعامل مع انتشار كورونا في الضفة الغربية، بينها فرض حصار على بلدات أو قرى فلسطينية بادعاء أنها ستكون "موبوءة بمرضى كورونا"، وفقًا لما  ذكر موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الإثنين.

في الوقت نفسه تواجه إسرائيل حاليًا تداعيات تفشي فيروس كورونا القاتل الذي طال كافات مناحي الحياة هناك، وفي ضوء التدهور اليومي الذي يجري هناك، لم يجد الجيش الإسرائيلي في ضوء الفشل اليومي إلا التضييق على الفلسطينيين.

كما يستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريوهات متطرفة يحدث فيها تدهور صحي وأزمة اقتصادية شديدة في مناطق السلطة الفلسطينية، تقود إلى تصعيد العنف الشعبي تجاه إسرائيل، وإثر إجراء تحليل لجهاز الصحة الفلسطيني كله وعدم قدرته على احتواء عدد كبير ممن يحتاجون إلى تنفس اصطناعي في الضفة، حيث يسكن في ثلاثة ملايين فلسطيني، يستعد الجيش الإسرائيلي لعدة سيناريوهات متطرفة وبينها خروج الوضع عن السيطرة"، علما أن الاحتلال الإسرائيلي وحده، المستمر منذ أكثر من خمسة عقود، هو سبب هذا الوضع والنقص في المعدات الطبية.

خطة وزير الجيش

من جانبه، أوضح وزير الجيش الاسرائيلي نفتالي بينيت إن هناك ضوء في نهاية نفق الأزمة الاقتصادية الرهيبة في اسرائيل حيث هناك اكثر من 700 الف عاطل عن العمل بفعل الاجراءات الوقائية التي تم اتخاذها بفعل فيروس كورونا، ونقل موقع "روتر" العبري عن بينت قوله فقد الالاف مصادر رزقهم في الشهر الماضي ولم يكن لدينا خيار سوى إغلاق معظم الاقتصاد الإسرائيلي لان البديل كان الموت الجماعي ولكنه يعتقد انه بتضافر الجهود يمكن الخروج من النفق المظلم لكورونا قبل عيد الفصح المقرر في أبريل المقبل، ولكن الواقع على الأرض يكشف زيف وادعاءات كلامه، في ضوء الأعداد الكبيرة من المصابين بكورونا في إسرائيل.

أحياء الحريديم

ورغم أن السلطات الإسرائيلية لا تفرض حصارا على مناطق داخلها، مثل أحياء الحريديين في القدس وبعض المستوطنات، التي تعتبر بؤر ينتشر فيها الوباء، إلا أن الجيش الإسرائيلي وضع خططا تقضي "بإغلاق قرية أو بلدة (فلسطينية) موبوءة بمرضى كورونا، وأن يواجه ذلك بعنف محلي؛ أزمة اقتصادي آخذة بالاتساع؛ ارتفاع مفاجئ وحاد بحجم الضحايا ومرضى كورونا، ويقود إلى احتجاجات عنيفة ضد السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. 

رد تكتيكي

وفي أعقاب التقديرات، أعدت قيادة المنطقة الوسطى (للجيش الإسرائيلي) خططا عسكرية وردا تكتيكيا على مجمل السيناريوهات: بدءا من مواجهة "قنبلة موقوتة" وتحصين الجنود من فيروس كورونا، وحتى بلورة رد لعنف شعبي واسع يمكن أن يتدهور بسرعة باتجاه إسرائيل".

يتواجد في إسرائيل قرابة 50 ألف عامل فلسطيني، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال عودة هؤلاء العمال إلى الضفة دفعة واحدة، في حال قررت الحكومة الإسرائيلية فرض إغلاق شامل وتشديد القيود على الحركة بسبب كورونا. وحسب "واللا" فإن السؤال هو "حتى متى ستتمكن أجهزة الأمن الفلسطينيين من احتجاز ملايين مواطني السلطة محاصرين داخل بيوتهم"، بسبب السياسة التي يقررها الاحتلال، "وخاصة مع اقتراب شهر رمضان، وفي حال لم تتغلب الأزمة الاقتصادية على التوتر قبل انتشار محتمل لكورونا".

ساويرس: سأنتحر لو تم مد الحظر.. ونحتاج قرار فوري بعودة حركة الإنتاج

حظر كامل

وتستعد السلطات الإسرائيلية لفرض الحظر الكامل، وأبلغ نتنياهو وزراءه بأنه يؤيد فرض حظر كامل لمدة 3 أسابيع، تطبقه الشرطة الإسرائيلية، كما أوصت وزارة الصحة الإسرائيلية بفرض حظر كامل لمدة أسبوعين، لكن وزارة المالية تريد الإبقاء على أكبر عدد ممكن من الشركات المفتوحة، حيث يجري بين الأطراف "شد حبل" بشأن هذه القضية.

الجريدة الرسمية