نادية مصطفى: حليم كان معبراً عن أبناء جيله
بالرغم من مرور ثلاثة وأربعين عاما على رحيل العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ إلا أن تأثيره وأغانيه وأفلامه على محبيه مازال موجودا وهناك من سار على خطاه وهناك من ضل الطريق، فكم من مطرب او ملحن اعلن انه تأثر بعبد الحليم وفنه واحساسه .
تقول المطربة نادية مصطفى إحدى مطربات الجيل الذى تربى على اغانيه : عبد الحليم حافظ جزء من تكوينى ، من وجودى ، تربيت على صوته الجميل ، تغلغل فى اعماقى سنوات وسنوات ، انا لا اعرف منذ متى وفى أى سن شعرت بأغنياته واحسست بها ، لكنى كبرت عليها ، غنيت اغنياته قبل ان افهم معانى كلماتها أو تنضج عواطفى وكنت ارددها بالفطرة .
كنت أغنى نار واهواك وخسارة خسارة قبل ان افهم معانيها ، وحينما كنت انجح فى المرحلة الابتدائية كنت اردد بتلقائية (الناجح يرفع ايده ويغنى فى عيدنا وعيده) واقفز الى اعلى فرحا بالنجاح .
وكان من الطبيعى وعبد الحليم معى طيلة الوقت أن اصبح واحدة من ملايين المحبين له حين كبرت وبدأت أعى وأفهم من هو ذلك الرجل .
ودائما كنت أسأل نفسى لماذا عبد الحليم حافظ بالذات هو الذى تتفق عليه الاراء ؟ هل لصدق إحساسه ؟أم لرقة صوته أم لوجهه المعبر ؟أم لتلقائيته وبساطته ؟أم لكلمات والحان اغنياته ؟ ولان كل صفة متفردة من هذه الصفات تصنع مطربا جيدا فإن اجتماعها عند عبد الحليم حافظ صنعت من نجما فوق كل تقييم أو مقارنة ، نجما يقاس عمره بالقرون وتزيده الايام بريقا .
اقرا أيضا:
النقاد يهاجمون عبد الحليم حافظ لسبه سيد درويش
أما عبد الحليم ممثلا فى أفلامه فهو لم يكن ممثلا لكنه كان شديد الذكاء فى اختياراته لأدواره التى تناسبه وتقربه من الجمهور العريض خاصة أبناء الطبقتين المتوسطة والبسيطة ومن الشباب الذين وجدوا انفسهم فيه ، فكثيرون حبوا وعانوا كما حدث فى فيلم الخطايا ، أو واجهوا صعوبات فى العمل فى بداية الطريق مثل صحفى فى فيلم يوم من عمرى ، أو مطرب شارع الحب ، وهكذا فى كل افلام عبد الحليم كان معبرا عن أبناء جيله.
تعلمنا الحب على أغنياته وأفلامه وسنظل مرتبطين به طالما بقيت لدينا القدرة على الحب.