شاهد على العصر.. زغلول صيام يكتب من دفتر أحوال الكرة المصرية (2)
عندما ضرب الوزير واحدا من جمهور الأهلي
اتحاد الكرة يضع البنزين جنب النار بتعيين جعفر والخطيب
في الحلقة الماضية من تاريخ الكرة المصرية والتي بدأتها من تسعينات القرن الماضي حيث بدأت العمل في الصحافة الرياضية... تحدثت عن شروة المدربين الهولنديين وكيف هرب راوتر وتولى محسن صالح القيادة ثم سرعان ما استكثر عليه اتحاد الكرة المنصب فقرروا الاستعانة برود كرول مديرا فنيا للفراعنة ويعود محسن صالح وفشلت الخلطة السحرية ...
خلال تلك الفترة كانت يد الدكتور عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة داخلة في اتحاد الكرة لأنه كان يملك الحل والربط في الجبلاية فضلا عن أنه كان متهما رئيسيا بمحاباة النادي الإسماعيلي ودعمه لمنافسة الأهلي وكان دائم لقاء نجوم الدراويش في مكتبه بالوزارة خاصة فوزي جمال وحمزة الجمل وهو الأمر الذي زاد من احتقان جماهير الأهلي على وجه الخصوص وجعلهم يهتفون ضد الوزير في عدد من مباريات فريقهم وطبعا كيف للوزير أن يفعل أمام هتاف بالآلاف في المدرجات حتى حانت لحظة اللقاء.
كان المنتخب الوطني بقيادة راوتر يلعب مباراة ودية أمام النادي الإسماعيلي باستاد المقاولون العرب والمباراة تسير على ما يرام والجماهير لا تزيد على 500 فقط ثم بدأ الهتاف ضد عمارة وبصوت لافت وكنت أجلس في المقصورة الأمامية لاستاد المقاولون وتركت المباراة ورفعت عيني لأعلى لأتابع رد فعل الوزير فوجدته يشير للأمن بإشارات فهمت فحواها (هاتولي الواد ده) وبعد دقائق ترك مقعده في المقصورة فقمت من فوري لأتابع الموقف عن قرب واتخذ زاوية تمنع حرس الوزير من الاحتكاك بي وأرى ما لم أكن اتخيله.
حسين عفيفي كبير مشجعي الأهلي آنذاك مكتف بواسطة اثنين من الحرس والوزير يصفع بكل قوة على وجه عفيفي والدماء تسيل من فمه والضرب من قبل الوزير وكلمات من (اللي قلبك يحبها ) يابن كذا وكذا ...زهقتني ...كل ماتش مبسلمش من لسانك أنا هعلمك الأدب ....وبعد انتهاء حملة التأديب أو بعد إنهاك الوزير من الضرب أشار الدكتور عمارة للأمن ابعتوه قسم مدينة نصر وأنا هكلم وزير الداخلية يعتقل هذا (الكلب) هكذا قال الوزير.
سجلت كل ما دار في أوراقي ولم يكن يشغلني المباراة وطبعا جماهير الأهلي التي كانت حاضرة استنجدت بلاعبي الأهلي في المنتخب وفشلت جهودهم في توصيل صوتهم للوزير ولكنهم بلغوا إدارة النادي الأهلي ...
المايسترو صالح سليم رئيس الأهلي عندما علم بالموضوع ثار وهاج وطلب من الكابتن نعمان أن يخصص عدد مجلة الأهلي ضد الوزير وبالفعل كان العدد جاهزا ولكن هناك من أبلغ الوزير برد فعل الأهلي وبذكائه ودبلوماسيته استدعى الوزير حسين عفيفي مشجع الأهلي من قسم مدينة نصر وطيب خاطره وقاله إن اللي بيحصل عيب وتفهم عفيفي الموقف وانتهى الأمر وتم إبلاغ المايسترو بما تم وانتهت الأزمة على خير ....
سارت الأمور في غير صالح رود كرول وخرجنا من دور ال8 لبطولة الأمم الافريقيه 96 بجنوب أفريقيا بالهزيمة من زامبيا 1-3 واستمر كرول على أساس أنه لم يأخذ وقته ثم جرت انتخابات الكرة في صيف 96 وانتهت بفوز الكابتن سمير زاهر لأول مرة في تاريخه برئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم ومعه هاني أبوريدة أمين صندوق وكان أول قرار لزاهر قبل ان يصل اتحاد الكرة هو إقالة الهولندي رود كرول والاستغناء عن خدماته وحتى لابتدخل أحد في القرار أو بمعنى أصح قبل أن يعلم الدكتور عمارة بالقرار فيتدخل لإثنائه عنه ....طب مين يحل محل كرول.
زاهر جلس يقلبها في دماغه فقال أحسن حاجه نجيب اتنين من أفضل لاعبي الكرة المصرية في الأهلي والزمالك وهما الكابتن محمود الخطيب يبقي مدير المنتخب وفاروق جعفر مدير فني ولم يكن يتوقع زاهر ورفاقه أنهم احضروا البنزين بجوار النار ...
طلع القرار وطبعا الأحاديث وردية بين بيبو وروقة ولكن ما في القلب في القلب فعندما تجلس مع واحد بمفرده يحكي لك ويشتكي من الوضع ...فاروق يقول إنه لو لم يستشر الخطيب في الأمور الفنية هيستشير مين ؟ وفي الجانب الآخر يشتكي من أن الخطيب يضع أنفه في كل شيء وفي الطرف الآخر الخطيب يشكو من أن جعفر لايأخذ رأيه في أي أمور ويتعامل معه كأنه مدير إداري رغم وجود سمير عدلي مديرا إداريا ...
في مرة من المرات كنت في مران المنتخب الوطني استعدادا للقاء تونس في مستهل مشواره في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال فرنسا 98 وكان حازم إمام نجم الفريق يشكو من إصابة فذهبت إلى كابتن فاروق أسأله فقالي إن حازم تقريبا خارج القائمة وعندما سألت الخطيب قال حازم موجود فقلت له إن الكابتن فاروق أبلغني كذا فقالي مش صحيح وطبعا وهو في قمة الغضب.
العفاريت وحكاية سمير زاهر
وخلال كتابة مذكرات الكابتن سمير زاهر حكالي موقف إن أحد الدجالين جاله وقاله إن فيه عمل معمول للاعيبة المنتخيب وموضوع تحت أسفل عارضة الملعب الفرعي وقال إنه ماكانش مصدق واستدعي الخطيب وراحوا عند العارضة اللي قال عليها الدجال ولم يجدوا شيئا ولكنه كلما يتذكر الموقف الكابتن سمير زاهر يضحك كثيرا.
المايسترو أول مرة في الجبلاية
خلال تلك الفترة كانت الأزمة المثارة إن الأندية لاتحصل على حقوقها من التليفزيون حيث إن تلك الفترة لم يكن هناك بث فضائي ولا غيره والتليفزيون يصرف جزءا ووزارة الشباب تصرف جزءا حيث بدأت عقود اللاعبين في الارتفاع والأندية تعاني لأنها كانت تعتمد علي ميزانية الدولة وطبعا الفلوس تأتي متأخرة مما جعل الأندية تشكو وتئن وهو مادفع المايسترو صالح سليم للتهديد بعدم إذاعة مباريات الأهلي وبالفعل أعلن أنه سينسحب من لقاء الترسانة مما اضطر اتحاد الكرة لتأجيل المباراة وتوجيه اتحاد الكرة لعمل اجتماع مع رؤساء الأندية واولهم طبعا الكابتن صالح سليم رئيس النادي الأهلي.
كنا كصحفيين ننتظر اللحظة التي نري فيها المايسترو داخل اتحاد الكرة والبعض يراهن على أنه لن يحضر معتمدا على أاساطير كانت تروج ولكن حضر صالح ودخل الاجتماع.
وحكي لي الكابتن سمير زاهر أن الحوار كان وديا حتي تكلم النائب قدري عبدالحليم وهنا ثار الكابتن صالح وقاله له أنت بتتكلم ليه (انت لبست شورت وفانلة) وطبعا غضب الحاج قدري وقبل أن تتحول لصدام قال زاهر إنه تدخل وقال للكابتن صالح أنه يدير الاجتماع كرئيس اتحاد الكرة وعلى الجميع الالتزام وبالفعل نجح الاجتماع في الخروج بتوصيات أفادت الجميع.
في الحلقة القادمة نتحدث عن إقالة جعفر والخطيب وإزاي الخطيب عرف من الجرايد الخبر وكيف كان رد فعلة والولاية الثالثة للجوهري مع المنتخب الوطني.