رئيس التحرير
عصام كامل

من فضلكم خفّضوا سقف التوقعات قليلًا


فالحقيقة أن التوقعات الخاصة بما سيتم يوم 30 المقبل عالية جداً. 
هدفي ليس نشر الإحباط بل مقاومته، فإذا ارتفع سقف التوقعات جداً وانخفض على الأرض فسوف يتم إحباط الناس، بل وإحباط قيادات وشباب حركة تمرد، وسوف يعطل المشوار الطويل للأهداف التي أعلنوها والتي وقع عليها ملايين المصريين.

وإذا خفضنا سقف التوقعات ولكن تجاوزها الواقع وحركة الجماهير، فسوف يؤدي هذا الى نشر التفاعل ومنح القوى المعارضة لمشروع التنظيم السري للإخوان زخماً وقوة كبيرة.

لكن في الأغلب الأعم سيكون هذا اليوم هو بداية النهاية للمشروع السياسي للإخوان وحلفائهم، ولكنه لن يكون النهاية في كل الأحوال وهذه هي الأسباب في رأيي:

- التوقيع على استمارة تمرد أمر مختلف تماماً عن المشاركة في الاحتجاجات في الشارع، ما أقصده هو أن الملايين الغفيرة التي وقعت على الاستمارة من الصعب التأكد من أنهم جميعاً أو حتى أغلبيتهم سوف ينزلون إلى الشوارع.

- ثم إن الناس ملت من كثرة المليونيات، حتى لو كانت هذه المرة حاشدة وتحت شعار واحد، ولابد من البحث عن طرق للاستمرارية حتى يمكننا تحقيق الهدف.

- سنكون واهمين إذا تصورنا أنه يمكن خلع التنظيم السري للإخوان وحلفائه في هذا اليوم، وسنكون مخطئين جداً إذا قارنا بينهم وبين مبارك، فهناك الكثير من الفروقات أولها أنهم من خلفية عقائدية، أي من خلفية تجعلهم يرون خصومهم كفرة ويستحقون القتل، وتجعلهم أيضا يطلبون الشهادة ليدخلوا الجنة، فهم أصحاب مشروع إلهي وليس فقط مشروعا سياسيا ديكتاتوريا.

- لذلك، فالمعركة ستكون طويلة وثمنها غاليا تحتاج إلى تطوير حركات مثل تمرد إلى شكل تنظيمي يتجاوز الأحزاب الفاشلة وجبهاتها، ولا تسمح لهم بقياداتها ولا بقطف ثمار لا حق لهم فيها. 

أقصد أن تتحول إلى قوى سياسية لها أقدام على الأرض، في كل مكان في مصر، أي تمارس العمل السياسي المنظم وليس فقط الأعمال الاحتجاجية.

أظننا لو فعلنا ذلك فسوف نزحزح هذه القوى الفاشية ونحفر الطريق الطويل لنهايتها ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم كله.

الجريدة الرسمية