رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انهيار أمريكا!

عند نشر هذه السطور ستكون الأرقام المعلنة عن عدد الإصابات بـ "كورونا" بالولايات المتحدة الأمريكية باتت رقما مخيفا سيتجاوز كما يبدو الـ100 ألف حالة وربما تقفز خلال أيام إلي مرة ونصف هذا الرقم!

 

 

بعيدا عن الفارق بين "الأرقام المعلنة والأرقام الحقيقية" والتي لها فيما بعد حديث آخر إلا أن التعامل مع المعلن يكون أيضا بمعطيات المعلن كله.. فرئيس الولايات المتحدة الآن تحول في أيام من رئيس يقف كالطاووس يسخر من الصين متحدثا عما أسماه وحده "الفيروس الصيني" إلي رئيس متخبط يلقي إدانة واسعة للارتباك الذي يعاني منه، وإلي الفشل في التعامل مع الأزمة..

 

اقرأ أيضا: هل ردت الصين علي أمريكا الضربة البيولوجية؟!

 

ليس فقط في السيطرة عما يجري -وفقا لما هو معلن- ولا لاستدعاء احتياطي الجيش وحرس الحدود وتفويض وزير الدفاع في ذلك، بل وأيضا في التدخل في النشاط الاقتصادي إلي حدود تسقط معها أعمدة النظام الرأسمالي، التي تقوم علي عدم تدخل الدولة مطلقا في النشاط الاقتصادي.. لا بالتوجيه ولا بالتأشير ولا بالاحتكار ولا حتي بالملكية الغالبة التي يمكنها التحكم في السوق..

 

ولذلك يكون إجبار شركة "جنرال موتورز" تغيير نشاطها أو بعض نشاطها من صناعة السيارات إلي صناعة أجهزة التنفس الصناعي، إنهيارا حقيقيا لأسس النظام الرأسمالي وضربة في أعمدته الأساسية أفقدته ثوابته والقرار أقرب للتأميم الذي سخرت منه وسائل الإعلام الغربية لعشرات السنين، والذي في الأصل يرفع شعار "مصلحة المجتمع فوق الكل"، وليس مصلحة الفرد كما يغني النظام الرأسمالي الغربي والأمريكي تحديدا بصيغته المتوحشة منذ عشرات السنين!

 

اقرأ أيضا: مصر من اللادولة إلى الدولة!

 

انقلب السحر علي الساحر.. حتي لو استفاقت أمريكا ولملمت نفسها فاللقطة أخذت، والمشهد تم تسجيله.. أمريكا هي التي تقول إن الصين تخفي معلومات عن تفاصيل كورونا وعلاجه.. والصين تبتسم بخبث المنتصر وتبدي استعدادها لمساعدة أمريكا!

 

وما بين المشاهد كلها ننتظر ونتفرج.. الأمور في بلادنا ليست مخيفة.. لكن تبقي أزمتنا الأساسية هي تحرير العقول المحتلة إعلاميا من الإعلام الغربي وها هو الصنم الأمريكي - وفقا للمعلن الذي قررننا التعامل معه- في أسوأ حالاته وقمة إنهياره!

Advertisements
الجريدة الرسمية