أزمة طلاب الشهادة الثانوية!
لم تكن أزمة طلاب الثانوية العامة في تأجيل الدراسة لمدة أسبوعين كاملين للتصدي لفيروس (كورونا)، ولم تكن الأزمة تكمن في إغلاق مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) من خلال الأجهزة الأمنية، وهو قرار جاء متأخرًا..
لكن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم وجود مدرس كفؤ يستطيع أن يسوق العلم للطلاب بشفافية، وتقاعس بعض المعلمين عن أداء عملهم داخل المدارس، إضافة إلى مسئولية وزارة التربية والتعليم عن عدم تطوير الكتاب المدرسي والمناهج، ونظام التقويم الشامل مما زاد من إقبال الطلاب على الدروس الخصوصية نتيجة وضع أسئلة الامتحانات التي تعتمد على الحفظ وليس الفهم..
اقرأ ايضا: ثورة التصحيح في مطار القاهرة
بعض الطلاب اختاروا طريقهم للوصول إلى الجامعات من باب المدارس الدولية الآي جي والأمريكية، وهو طريق سهل وممهد دون مطبات أو عقبات، ويستطيع الطلاب بحفنة جنيهات تحسين الدرجات، وهو ما لم يحقق العدالة الاجتماعية أو مبدأ تكافؤ الفرص بين هؤلاء الطلاب وطلاب الثانوية العامة وهم الأغلبية..
وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي اعتمد أمتحانات الثانوية العامة التي تبدأ في السابع من يونيو القادم دون مراعاة لمدة تأجيل الدراسة أو على الأقل حذف بعض الأجزاء التي تعتمد على الحفظ فقط مما أربك الطلاب في فترة عصيبة من السنة الفاصلة..
سيادة الوزير هل تعلم أن هناك مدارس لغات لم يكن لديها معلمون لهذه السنة وفصول هذه السنة مغلقة بالضبة والمفتاح وأخري حكومية لا يتوافر لديها مدرسون على كفاءة، وإن وجد تكون أولويتهم الأولى للدروس الخصوصية..
اقرأ أيضا: الأبطال على عهدهم في حماية الوطن
لقد عانت الأسر المصرية من حالة ترهل الإدارة في المدارس، وزيادة الأعباء المالية بسبب قصور المتابعة واستعادة الانضباط وهو ما جعل الإقبال على الكتب الخارجية وملازم المدرسين بالمراكز، وكأن هناك مؤامرة على الطلاب لتوجيههم بعيدًا عن كتب الوزارة..
على العموم ما يحدث حاليًا يندي له الجبين، وكان الله في عون طلاب الثانوية العامة من عدم مواجهة إمبراطورية المراكز، وتستر مديري المدارس وهجرة الفصول لعدم الاستفادة العلمية.