خطر على الأمة.. تجمعات لأهالي الإسكندرية تجوب الشوارع بالدعاء لرفع وباء كورونا | فيديو
في الوقت الذي أطلقت فيه منظمة الصحة العالمية وعدد من الحكومات حول العالم، من بينها الحكومة المصرية، تحذيرات شديدة اللهجة بمنع التجمعات والتزام المواطنين المنازل وعدم النزول إلا في الضرورة خشية التعرض لفيروس كورونا المستجد، انتشرت تجمعات من مواطنين يجوبون أحد شوارع الإسكندرية، ويرددون: "اصحوا يا ناس.. قولوا يا رب"، ويكبِّرون بنية رفع الوباء والبلاء.
ناقوس خطر شديد وتصرفات غير واعية كشفت عنها تجمعات المواطنين الذين يعتقدون أن السير في الطرقات والدعاء هو مَن سيرفع البلاء، وتناسوا أن الله تعالى يُجيب دعوة الداعي في أي مكان حتى وإن كان داخل المنزل، ولم يفطنوا أن هذه التجمعات هي أشد خطرًا عليهم وعلى المواطنين المحيطين بهم لتزايد احتمالات الإصابة بكورونا في مثل تلك التجمعات.
ومن جانبها تناشد “فيتو” أجهزة الدولة للتصدي لمثل هذه التجمعات لتفادي سيناريو كارثي بتضاعف معدلات انتشار كورونا نتيجة تلك الممارسات الخاطئة.
وكانت دار الإفتاء نصحت المصريين بأن يلزموا منازلهم، وألا يخرجوا منها قدر المُستطاع، مع اتباع تعليمات وزارة الصحة والابتعاد عن التجمعات.
وقالت دار الإفتاء المصرية: "لا شك أن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، خاصة مع عدم توافر دواء طبي ناجع لها، لذا فالقول بجواز الترخيص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل توقعه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل، وإذا أخبرت الجهات المعنية بضرورة منع الاختلاط في الجُمع والجماعات بقدر ما وألزمت به، فيجب حينئذ الامتثال لذلك، ويتدرج في ذلك بما يراعى هذه التوصيات والإلزامات ويبقى شعار الأذان".
وأضافت الدار: "الأصل في ذلك ما ورد في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: "إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ"، قَالَ: فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ، فَقَالَ: "أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا؟!، قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ".
كما قرَّر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتًا في كل المساجد على مستوى الجمهورية.
وأكد الوزير، أن القرار يأتي حرصًا على سلامة المصلين ولمدة أسبوعين لحين وقف انتشار الوباء، وانطلاقًا من القاعدة الشرعية صحة الأبدان مقدَّمة على صحة العبادات.
وفي نفس السياق قرَّر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتًا في الجامع الأزهر حرصًا على سلامة المصلين لمدة أسبوعين، لحين وقف انتشار الوباء، وانطلاقًا من القاعدة الشرعية صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.
كما ناشدت منظمة الصحة العالمية المواطنين بالبُعد عن التجمعات والبقاء بالمنازل وعدم الخروج إلا لضرورة ملحة منعًا للإصابة بعدوى كورونا التي تؤثر مباشرة على الصحة العامة خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والحوامل.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إن الالتزام الكامل بالتعليمات والإرشادات الوقائية والاحترازية يقي من العدوى، كما أن انحسار المرض والتغلب عليه يأتي من خلال عدم مخالطة الآخرين والبُعد عن التعرض للإصابة والمحافظة على النظافة الشخصية.
وكان رئيس مجلس الوزراء أصدر قرارًا بمنع التجمعات، كما أصدر قرارًا بغلق جميع المطاعم والمقاهي والكافتيريات والكافيهات والكازينوهات والملاهي والنوادي الليلية والحانات والمراكز التجارية (المولات التجارية)، وما يُماثلها من المحال والمنشآت التي تهدف إلى بيع السلع التجارية أو تقديم المأكولات أو الخدمات أو التسلية أو الترفيه، ووحدات الطعام المتنقلة ابتداءً من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً أمام الجمهور، بكافة أنحاء الجمهورية حتى يوم 31/3/2020.