معادلة العلم والمسؤولية في مواجهة كورونا
ما زالت التداعيات السلبية لفيروس كورونا المستجد (COVID-19)، تلقي بظلالها على العالم، بعد تجاوز عدد الوفيات بسبب الفيروس آلاف الأبرياء الذين وقعوا ضحية مواجهة غير متكافئة مع «عدو غامض»..
فيما قالت منظمة العمل الدولية، «إن قرابة 25 مليون وظيفة في العالم معرضة للضياع نتيجة تفشي الفيروس»، وذلك هو البعد الاقتصادي الأشد ألما في تداعيات الأثار السلبية للفيروس.
وعلى المستوى المحلي، لا زالنا بحاجة إلى نشر روح المسؤولية المقرونة بالوعي، على المستوى الشخصي والعام، فإذا كانت الدولة تصدر قرارات حاسمة؛ لتضمن بها تنفيذ التدابير الاحترازية الوقائية من الفيروس؛ فينبغي علينا الآن وليس غدا التضافر يدا واحدة مع المسؤولين؛ لأننا في مواجهة مع كارثة بكل المقاييس..
اقرأ أيضا: القراءة وقود للحياة
هذه الكارثة نعاني الأخطر منها فتكا والأشد ضراوة، وهو التدني الأخلاقي من قبل ذوي النفوس المريضة، الذين لا يرقبون في مصر وأهلها «إلاً ولا ذمة»، والغريب أن منهم من يعيش بيننا ويأكل طعامنا ويشرب ماءنا، وغاب عنه شرف الخصومة وأخلاقيات الاختلاف، فانطلق ينشر الشائعات لأنه يعيش على أفكار انتقامية، ويغذى لديه فكرة الانتقام من الدولة والمجتمع معها.
قلت ولا زلت أجدد التأكيد، على أننا في إدارتنا لأي أزمة، ينبغي التعامل بحساسية مفرطة مع وسائل التواصل الاجتماعي، فلا ينبغي أن تتحول تلك الوسائل إلى «ماسورة شائعات إلكترونية»، ذخيرتها الأساسية تنحصر في عبارة «بيقولك»، وما أدراك ما بعد هذه العبارة من أكاذيب...
إن فكرة المعارضة السياسية للدولة قد تتحول إلى ممارسة ممنهجة للإرهاب إذا كان المعارض جاهلاً لا يعلم وأعمى لا يبصر وغبياً لا يفهم، والسؤال خلاصته، «أين هي المعارضة حينما يتحول المعارض إلى شامت وهادم ومخرب؟»، أليس هو في تلك الحالة هو والإرهابي سواء.
اقرأ أيضا: أولادنا وشبح الفراغ
وعلى هامش متابعة مستجدات فيروس كورونا، تابعت مقابلة تلفزيونية مع العالم المصري الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، جدد فيه دعوته بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي في مواجهة الأزمات، قائلا: «إن لدينا في مصر 150 ألف عالم»، وتضمن رد الرجل على الإعلامية التي تحاوره حينما سألته عبارة «لقد جاء سؤالك على الجرح»، وشدد على أهمية إيلاء البحث العلمي الاهتمام الكافي.. فهل للناظر من مجيب؟.. قد لا يكون للبحث العلمي مردود مباشر، لكن الحقيقة أن نتائجه غير المباشرة تفوق تكاليفه ملايين المرات.