الإهمال يغتال ميادين القاهرة.. "التحرير" تم تطويره 5 مرات.. وحلمية الزيتون والتجنيد "لف وارجع تاني"
رغم حاجة ميادين كثيرة للتطوير في محافظة القاهرة، إلا أن المحافظة لا تهتم سوي ببعض الميادين التي قامت بتطويرها أكثر من مرة وأنفقت عليها الملايين خلال فترة وجيزة، بدون حسيب ولا رقيب وفي غياب تام للمساءلة.
خطة تطوير
"التكرار يعلم الشطار".. شعار رفعته محافظة القاهرة في تطوير ميادينها وشوارعها، لاسيما وأنه خلال الخمس سنوات الماضية، تم تطوير أكثر من محور مرتين، دون مراعاة للملايين التي يتم صرفها، وذلك لعدم وجود خطة تطوير ثابتة تمتلكها المحافظة يقوم بتنفيذها أي محافظ يتولى المنصب.
وكما هو شائع في كافة قطاعات الدولة "انسف حمامك القديم" يقوم كل محافظ بتنفيذ خطة تطوير خاصة به، وفى بعض الأحيان ترتكز خطة التطوير الجديدة على إلغاء ملامح التطوير الذي تم تنفيذه من قبل، فتهدر الملايين.
روكسي
فعلى سبيل المثال أعلنت المحافظة عن إنشاء مسار خاص لتسيير أتوبيسات مفصلية تربط روكسى برمسيس بدلا من مترو مصر الجديدة، وبالفعل تم إزالة القضبان ورصف جزء من المسار، ولكن سرعان ما تم إلغاء الخطة، بعد التغييرات التي شهدتها مصر الجديدة، ويتم الآن تكسير ما تم رصفه.
محور جسر السويس أهم محاور شرق القاهرة، هو الآخر خير مثال على ذلك، ففى عام2014 فى عهد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، تم تطوير المحور بطول 8 كم بدءا من كوبري التجنيد وحتى تقاطعه مع طريق مصر الإسماعيلية، بتكلفة وصلت إلى 10 ملايين جنيه، وشمل التطوير أعمال الرصف والإنارة والتشجير والأرصفة، وتخطيط أرضى للحارات المرورية، وبعد مرور 6 سنين، وفى عهد اللواء خالد عبد العال المحافظ الحالى، يتم تطوير محور جسر السويس للمرة الثانية، بطول 5 كم، بدءا من شارع كوبرى القبة وحتى شارع أحمد عصمت، بتكلفة إجمالية 47 مليون.
ويشمل التطوير أعمال الرصف والإنارة، وتقليص الجزيرة الوسطى، وتوسعة المحور. ولم يختلف الأمر كثيرا، بميدان حلمية الزيتون والتجنيد، وبميدان بن الحكم، حيث تم تطويرهما في عام 2016، ضمن مشروع إزالة قضبان مترو المطرية، وتوسعة الشارع بدءا من ميدان المطرية وصولا إلى ميدان المحكمة مرورا بالحلمية وابن الحكم والتجنيد وزيادة حارة مرورية كاملة بعرض 9 أمتار في كل اتجاه لتسهيل الحركة المرورية، وبعد مرور 4 سنوات يتم الآن بعض التعديلات المرورية بحلمية الزيتون، وتم تكسير ما تم في الماضى لتنفيذ المخطط الجديد.
محور السويس
من جانبه أكد مصدر بمديرية الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، أنه تم إعادة تطوير محور جسر السويس، وذلك لأن التطوير الذي تم منذ خمس سنوات لم يرعى عدة نقاط، منها توسعة المحور لحل الاختناقات المرورية، وتقليص الجزيرة الوسطى لعدم السماح للباعة الجائلبن بالوقوف بها، لافتا إلى أنه مع افتتاح محطات مترو أنفاق الخط الثالث " ألف مسكن، نادي الشمس" كان لابد من إعادة تطوير المحور.
وأضاف المصدر أنه لا يوجد خطة طويلة المدى لتطوير العاصمة، فتطوير الميادين والمحاور يتم بشكل عشوائي، لذلك يتم إعادة التطوير وفقا للمخطط الجديد، موضحا أن ميدان التحرير تم تطويره أكثر من خمس مرات، وأكبر تطوير شهده أثناء افتتاح جراج التحرير ومع ذلك يتم تطويره الآن لتغيير بعض ملامحه، وأوضح أن القاهرة تشهد تغييرا تاما هذه الفترة في كافة محاورها الآن، وذلك لتيسير حركة المرور بها، بالتزامن مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، لذلك كان لابد من إعادة تطوير بعض المحاور التي تم العمل بها منذ فترة ليست بالبعيدة، كميداني حلمية الزيتون وابن الحكم ومحور التجنيد.
نقلًا عن العدد الورقي...،