بعد تخوفات العدوى.. ما هو طقس التناول في الكنيسة؟
انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتغيير طقس التناول - أحد الأسرار بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كإجراء وقائي، بعد الحديث المتزايد عن انتشار فيروس كورونا، خاصة أن الجميع في الكنيسة يتناول من نفس الكأس.
ويرى البعض أن التناول وهو أحد الأسرار المقدسة بالكنيسة، لا يمكن أن يكون سببا للمرض أو الموت، بل إنه مصدر للحياة، ولشفاء الروح والجسد معا، فيما عزز بعض المطالبين بإعادة النظر في قضية التناول رأيه بأنه ضروري في ظل تفشي الفيروس وسهولة انتقاله، شرط أن لا يخل بصلب السر المقدس.
وأسس الرب يسوع التناول لأن به الثبات فيه "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو6 : 56) وبه ننال الحياة الأبدية "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم" (يو6 : 51). وبه ننال الخلاص والاستنارة "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (كولوسي 1 : 14).
وقال الرب للتلاميذ "هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم، اصنعوا هذا لذكري" (لو19:22). قال هذا للرسل وهم مجتمعون معه في العلية يوم خميس العهد. ولهذا فإن بولس الرسول حينما يتعرض لهذا الأمر يقول: "كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟! الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟!" (1كو16:10). فقال: "نبارك ونكسر"، دليل على الفعل، وقال "شركة دم المسيح" دلالة على قدسية هذا الأمر وأنه سر مقدس.
وللتناول أهمية كبيرة وأبرزها
1- الثبات في الرب: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه" (يو56:6).
2- التناول هو الخبز الروحي: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو54:6). "من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد" (يو58:6).
3- هذا التناول هو عملية تطعيم كما في الأشجار (رو17:11؛ يو5:15).
4- كما نقول في القداس: "يُعطى عنّا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه"، مثل قول الكتاب في (عب22:9؛ 1يو7:1).
6- التناول أيضًا هو عهد مع الله: فنقول في القداس الإلهي قول الكتاب "لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجيء" (1كو26:11