"مبادرة إحنا نقدر".. مجموعة من الشباب «يعقمون» المارة بشوارع القاهرة| فيديو وصور
خلال أيام قليلة باتت شوارع القاهرة ومحافظات الجمهورية تتخذ مظهرا واحدا، مشهد يتكرر أمامك ربما لمئات المرات خلال فترة وجودك خارج المنزل، رجل يرتدي كمامة زرقاء أو بيضاء تخفي نصف وجهه، سيدة أخرى ترتدي قفازا تخفي خلفه الخوف الشديد والرغبة في التواجد طوال الوقت في منأى عن نقل عدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد -19 من شخص يعبر بجوارها أو يجلس بجانبها، فضلا عن رائحة الكحول الإيثيلي التي تزكم الأنوف في محطات المترو ومواقف السيارات والميادين العامة ومقرات العمل.
مبادرة "إحنا نقدر" التي تضم مجموعة من الشباب والشابات في أعمار مختلفة، كان لها الدور في تعزيز هذا المشهد وإبرازه بصورة أكبر، حتى يصبح بين كل مواطن مصري وعدوى فيروس كورونا سد منيع وأسلحة تبدو بسيطة لكنها فتاكة وفقا لما أكدته منظمة الصحة العالمية.
فهؤلاء الشباب تحركوا من أمام مبنى مصلحة الضرائب بشارع مصطفى محمود في وسط القاهرة، في يومهم الأول أمس الثلاثاء، حاملين معهم كميات كبيرة من القفازات الطبية والكمامات الزرقاء، وزجاجات من المطهر المنزلي (كلور + مياه).
يستوقف أحدهم أي سيدة أو رجل أو طفل يمر في الشارع يخبره بأنه عضو في مبادرة "إحنا نقدر" وجاء إلى هنا للتأكد من السلامة والتطهير الذاتي لكل مار في الشارع، "إحنا مجموعة أصحاب حاولنا ناخد خطوة إيجابية بخصوص الفيروس اشترينا بفلوسنا إحنا وبدون مساعدة أي جهة رسمية، مجموعة من القفازات والكمامات والمطهر ونزلنا الشارع وأي شخص معدي بنديله الحاجات دي ونتأكد من تعقيمه" يتحدث سيد منسي عضو مؤسس بحملة إحنا نقدر.
تقف سيدة في عرض الشارع ممسكة بانتها عشر سنوات، تخبرهم بأن ابنتها مصابة بالحساسية طالبة منهم إعطاءها كمامة لها، ليقبل أحد الأعضاء طلبها وتحصل الطفلة على كمامة، بالرغم من أن الحملة تستهدف في المقام الأول الفئات غير القادرة وعمال النظافة والباعة المتجولين.
ولم تقتصر جهود الحملة على شوارع القاهرة فقط، فنحو 20 شاب منها هم من نزلوا القاهرة ووزعوا أدوات التعقيم ومكافحة العدوى على المارة، بينما تتوزع الجماعات الأخرى والتابعين للحملة ذاتها على محافظات الإسكندرية والمنوفية والجيزة، آملين أن تعمم في أنحاء الجمهورية، "دلوقتي الحملة بتكبر والناس بتتفاعل معانا، لكن إحنا عايزين ننتشر في كافة المحافظات، ونتمنى كل الناس تساعدنا إننا نكبر وبوجه رسالة لرجال الأعمال في مصر إنهم يساعدونا ومحتاجين كماكات وقفازات وكحول إيثيلي".
فمن المعروف أن أسعار هذه الأشياء ارتفع إلى ثلاثة أضعاف وربما أكثر بعد أن تم الإعلان عن وجود إصابات بفيروس كورونا في مصر وهرع كافة المواطنين إلى شراء مثل هذه المنتجات مما أدى إلى نقصها في الأسواق واستغلال بعض التجار والصيادلة لهذه الأزمة،" محتاجين تمويل علشان نقدر نغطي كل المحافظات وكل الشوارع، ياريت كلنا نساعد بعض في إننا نتخطى الأزمة دي في سلام وأمان".
