رئيس التحرير
عصام كامل

إنها حرب الشائعات القذرة!

لا توجد دولة في العالم تتعرض لحرب إعلامية قذرة وشائعات كاذبة مثلما تتعرض له بلدنا حاليا، والمقصود بهذه الحرب ليس شخص رئيس الجمهورية أو الحكومة أو حتى النظام السياسي بالكامل، ولكن الهدف هو هدم الدولة من خلال إثارة الفوضى والبلبة في المجتمع وزعزعة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

أعداء الوطن في الخارج والداخل لم يتركوا أي وسيلة لهدمه من حصار سياسي ثم اقتصادي ثم عمليات إرهابية، وفشلت كل محاولاتهم الدنيئة بفضل مساندة الشعب لمؤسساته، ولم يتبق أمامهم إلا حرب الشائعات التي تجلت أقوى صورها خلال أزمة فيروس كورونا الحالية، التي تجتاح العالم رغم أن الصين هي مصدر المرض ثم أوروبا كلها موبوءة به ولكن كل وسائل الإعلام الممولة من الإخوان تحاول بث الرعب في نفوس المصريين، وإيهام العالم أن مصر هي سبب انتشار المرض ومنبعه.

وجاءت فضيحة جريدة "الجارديان" المشبوهة والممولة من النظام القطري لكي تؤكد وتكشف لنا حقيقة المؤامرة، حينما ادعت كذبا وجود 19 ألف مصري مصابين بفيروس كورونا.

إن لهذه الصحيفة مع مصر تاريخا طويلا من الأكاذيب المغرضة، وجميعنا لا ينسى حينما نشرت إن ثروة الرئيس الراحل حسنى مبارك 70 مليار دولار، وكذبت على الشعب المصري وجعلته يعيش في أحلام وردية ينتظر نصيبه من تركة مبارك.

 

اقرأ أيضا: الطرق والكباري.. ليه؟!

 

الرسالة التالية غاية في الأهمية أرسلها لي من أمريكا العالم المصري الجليل د أسامة حمدي أستاذ السكر والباطنة بجامعة هارفارد الأمريكية، وأحد أهم علماء العالم في تخصصه، ويقول:

"حين يُنشر بحث في مجلة علمية بالخارج تقوم المجلة عادةً بإرسال نسخة من البحث لبعض الجرائد حتى يستعدوا لكتابة تحقيق علمي يواكب نشر المقالة العلمية، وتشترط عليهم المجلة عدم النشر الصحفي حتى يُنشر البحث في المجلة العلمية، وهو ما يسمى بفترة المنع Embargo time.

 

ولكن هذا لم يحدث مع جريدة الجارديان، فلقد حصلت الجريدة من مصدر ما غير معروف عن البحث القصير، الذي قام به الباحث الكندي د. إسحاق بوجوش الباحث في جامعة تورنتو بكندا، والغريب أن ما نشرته الجريدة يتوافق في التوقيت مع تغريدة من الدكتور بوجوش يذكر فيها أنه يعتقد أن الحالات المصابة بالفيروس في مصر حوالي ١٩ ألف إصابة..

وهو نفس الرقم الذي ذكرته الجريدة مع ذكر اسمه واسم جامعته تحت عنوان رنان يدعي أن الحالات المصابة في مصر أكثر بكثير من الأرقام المعلنة من منظمة الصحة العالمية.

فما هى الحقيقة؟

١- الأرقام الإحصائية التي ذكرها الباحث هى أرقام افتراضية عن عدد المعرضين للفيروس في المركبة النيلية رغم تناسى الباحث أن جميع المصابين من السياح الأجانب، وأن المصريين المخالطين لهم كانوا عددًا قليلًا جدًا.

 

اقرأ أيضا: شيشة السيارات بمصر الجديدة!!

 

لذا حينما راجعه الباحثون حول العالم غير رأيه ، وقال إنه ربما كان مبالغًا في الرقم، وأن الرقم المتوقع ربما لم يتعدى ٦٠٠٠ شخص (وهؤلاء هم المعرضون وليس المصابين).

٢- تعمدت الجريدة ذكر رقم ١٩ ألفًا كأنهم مصابون، وغرد مراسل الجريدة في مصر وهو أيضًا مراسل النيويورك تايمز بنفس الرقم ذاكرًا مصدره من د. بوجوش.

 

ثم عاد وقال لقد حذفت تغريدتي السابقة وأن الرقم ربما يكون ٦٠٠٠ حالة، مما يؤكد علاقة غريبة بين الباحث والجريد،ة وأن الباحث هو مصدر المعلومة وليس المجلة العلمية.

والسبب الذي يرجح ذلك بسيط فالمجلة لم تنشر البحث بعد ، بل ورفضت أن ينشر د. بوجوش أى معلومات عن البحث كما ذكر هو نفسه في إحدى تغريداته.

٣- خالف هذا الطبيب جميع الأعراف العلمية بنشر أرقام لم تنشر بعد في مجلة علمية، كما أنه تراجع عنها وربما أخفى علاقته بالجريدة فمن غير المعقول أن يكون مصدر المعلومات المجلة العلمية، والتي لم تنشر بعد البحث، بل ومنعت الباحث من نشر الأرقام الواردة في مقالته لأسباب لا نعلمها.

 

اقرأ أيضا: استغاثة للرئيس من قروض البتلو!

 

أتمنى أن تقوم جامعة تورينتو العريقة بالتحقيق مع هذا الباحث، وسأقوم أنا والعديد من الباحثين والعلماء المصريين في كندا وأمريكا بتقديم شكوى رسمية للجامعة من خلال القنوات الرسمية، فعدم الأمانة العلمية للباحث وسلوكه المشين يضر باسم الجامعة العريقة وربما ينتهى الأمر بوقفه عن العمل أو فصله من الجامعة، بعد أن تسبب بأرقامه المفبركة في حالة الفزع الكبيرة التي أصابت مصر والمصريين”.

 

إلى هنا انتهت رسالة د أسامة حمدي، والتي أتمنى أن يقرأها كل مواطن مصري وأيضا تتناولها كل وسائل الإعلام المصرية، حتى يعلم كل الشعب حجم الحرب القذرة التي تتعرض لها بلده الغالي، الذي يعيش اليوم أصعب مراحل تاريخه وحمايته والحفاظ عليه..

 

وهى ليست مسئولية رئيس الجمهورية وحده ولا الحكومة فقط ولكن المائة مليون مصري مسئولون عنها، وكل مواطن في حدود إمكانياته ووظيفته حتى على الأقل بعدم تصديق الشائعات أو ترويجها.

فكل أعضاء الحكومة اليوم يبذلون جهودا في تكذيب الشائعات أكثر من تفرغهم لأعمالهم، وهذا هو المقصود إرباك الدولة وجهازها الإداري فيجب أن نكون جميعا على قدر المسئولية والحدث الذي تعيشه البلد.

ختاما وسائل الإعلام المصرية العامة والخاصة المقروءة والمسموعة والمرئية كلها اليوم على المحك وأمامها فرصة ذهبية لاستعادة ثقة المواطنين، وسحبهم من براثن القنوات الإخوانية المضللة.

يجب على إعلامنا أن يكون لديه المبادرة ولا ينتظر فقط البيانات الرسمية لاذاعتها فهناك الإنجازات العظيمة التي تشهدها البلاد في جميع المجالات سواء التي تشيدها الحكومة أو القطاع الخاص، وهذه الإنجازات هي التي تمنح المواطنين طاقة أمل في مستقبل أفضل والامل والتفاؤل هما اقوى سلاح لتقوية جهاز المناعة لدى الانسان حيث يقتل كل الأمراض والفيروسات. واللهم احفظ بلدنا الغالية من الشرور والفتن حتى تحيا قوية رغم أنف الحاقدين.

 

egypt1967@Yahoo.com

 

 

الجريدة الرسمية