الرئيس عباس ومواجهة جرائم "حماس"!
بين ٢٤ أكتوبر عام ٢٠١٢ و١٤ نوفمبر من نفس العام جري في غزة تحولات جذرية، انتهت بحركة حماس إلى المحور القطري التركي.. ففي التاريخ الأول كانت زيارة أمير قطر السابق لقطاع غزة.. وفي التاريخ الثاني تم اغتيال أحمد الجعبري قائد كتائب القسام الرافض لتسليم حماس لقطر.. فسلمته الحركة لإسرائيل كما طلبت قطر، وتمت تصفيته لينتهي الجناح الرافض لهذا المحور.
هذه المقدمة ضرورية لنفهم وليفهم الجميع ما يجري هناك، وحجم معاناة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. إلا أن هذا كله يتطلب منه أن يتقدم ليمثل الشعب الفلسطيني ولا يترك تلك العصابة الموجودة في غزة تتصدر المشهد!
لكن.. ما سبب هذا الكلام؟ سببه ما رأيناه أمس من الدائرة الجهنمية التي سبق أن شرحناها مرات ومرات.. ففي كندا ينشر مركز وهمي تقريرا طبيا عن مصر، يمكننا أن نجد به مواصفات أي شيء إلا أن يكون تقريرا علميا. فلا معلومات ولا أرقام ولا استقصاء ميدانيا ولا تحليلا لمضمون ولا أي منهج علمي معتبر.
اقرأ أيضا: زيادات الإنترنت والقطاع الخاص ومكافحة كورونا !
ومن المعهد إلى صحيفة تعمل بأموال قطرية، وتوجيه صهيوني، ومنها إلي صحيفة أخري عابرة للأطلنطي.. ومن كل ذلك إلي وكالة واحدة ناطقة بالعربية هي "شهاب" للأنباء أحد أذرع حركة حماس الإخوانية!
التقرير.. التافه.. السخيف.. الزاعم إن بمصر ١٩ ألفا يعانون من "كورونا" ليس إلا هلاوس سمعية وبصرية وأوهام تراود خيال أصحابها، والهدف التشويش علي مصر وتشويه الأوضاع بها.. ولأننا نخوض حربا كبيرة مع الإخوان فمن الطبيعي أن تنبري حماس الإخوانية للدفاع عن الجماعة، خصوصا إن تعليمات الدوحة وأنقرة تقول ذلك..
لكن الصورة تصل إلي مصر أن وكالة فلسطينية هي من نشرت ذلك!! وهنا يبقي الدور الغائب للسلطة الفلسطينية التي تترك الساحة لحماس وأذرعها يفعلون كما يشاءون بما ينعكس سلبا علي القضية الفلسطينية!
كاتب هذه السطور أحد المؤمنين بالعروبة ويري إن ما نعانيه لغيابها وليس بسببها.. وكاتب هذه السطور من أشد المؤمنين بحقوق الشعب الفلسطيني ويقدر دماءه اليومية وتضحياته التي لا تتوقف من شهداء وجرحي ومرحلين ومعتقلين وأسري وغيرهم ممن يصادرون أرضهم وأملاكهم أو ممن يقتلعون زرعهم..
اقرأ أيضا: واحد بيان إخواني وصلحه!!
وكاتب هذه السطور من المؤمنين إن فلسطين تعاني الآن احتلالين لإسرائيل وحماس معا.. بل معاناة أهل غزة من حماس وقد بلغت تكسير العظام في صلاة الجمعة والأدلة موجودة صوت وصورة.. نقول أيضا: ان كاتب هذه السطور يأمل أن يتبرأ الفسطينيون عامة وأهل غزة خاصة والسلطة الفلسطينية علي العموم والخصوص من سلوك حماس العدواني والخسيس الرخيص.
وإن كل حرف يصدر عنها يستلزم الرد عليه بما يبرز الموقف الحقيقي للشعب الفلسطيني.. الرئيس عباس ويكاد لا تفوته مناسبة في مصر إلا ويحل ضيفا عزيزا غاليا في وطنه الثاني.. وهذا منحه فرصة معرفة إن في مصر قيادة مختلفة تبني وتسابق الزمن لبناء بلد مختلف أيضا، وبالتالي فليشهد الرئيس عباس لما يعرفه، ولا يترك لحماس أن تتحدث بما لا تعرفه وبما يأتيها من الدوحة وانقرة!
ونبقي في انتظار التبرؤ مما يرتكبه إعلام حماس الإخوانية التي باتت -كما وجدت- كذيل الكلب لا يعرف الاستقامة ولن ينعدل أبدا!
تحرك يا سيادة الرئيس.. ليس للدفاع عن مصر طبعا وإنما للدفاع عن الموقف الحقيقي للشعب الفلسطيني!