تاريخ الدقهلية مع الأوبئة.. من الكورونا للكوليرا حتى إنفلونزا الطيور والخنازير
قلق وتخوفات تواجه أهل محافظة الدقهلية بسبب وفاة أول ضحايا كورونا بها، إذ أصبحت المحافظة تريند على موقع البحث العالمي “جوجل”، وخاصة أن المحافظة لها تاريخ من الأوبئة بداية من الكوليرا وصولا لكورونا.
الدقهلية كان لها نصيب الأسد من الإصابة بكورونا، فقد كانت فيها أول حالة وفاة لمصرية في قرية بلقاس بذات المحافظة، كما توفيت حالة أخرى أمس بذات القرية، وقررت وزارة الصحة عزل أكثر من 300 أسرة عزلا ذاتيا داخل منازلهم.
وفي محاضرة نادرة نشرتها وزارة المعارف المصرية في عام 1948، تحدث الدكتور سيف النصر أبو ستيت، عن تاريخ الأوبئة في مصر خاصة وباء الكوليرا، وذكر أبو ستيت في المحاضرة أن وباء الكوليرا ضرب مصر عشر مرات في تاريخها الحديث، وفي المرة السابعة كان النصيب الأكبر من الوفيات في محافظة الدقهلية، بعد أن خرج الوباء من منشئه الأول في مركز فاقوس وقرية القرين بمحافظة الشرقية إلى محافظة الدقهلية، بعد أن هرب العديد من العمال الوافدين من الحصار المفروض عليها بعد اكتشاف الوباء متجهين إلى محافظة الدقهلية، وبسبب تلك الحالة صارت الدقهلية مركزا ضخما لانتشار وباء الكوليرا.
وعاشت محافظة الدقهلية أسوأ كوابيسها في الفترة من 2007 حين بدأت إنفلونزا الطيور في الانتشار، وحتى الآن يمثل دخول فصل الشتاء موسما للرعب في المحافظة، إذ لا يخلو عام منذ ذلك الحين إلا وتظهر فيه وفيات عدة بسبب فيروس الطيور أو المتحور عنه إنفلونزا الخنازير.
ومع بدء ظهور فيروس "إتش5 إن2" في الشهر الأخير من عام 2010 سجلت محافظة الدقهلية 14 إصابة بإنفلونزا الخنازير، ومع مطلع عام 2011 كان عدد الوفيات في المحافظة بالمرض ذاته قد بلغ 24 حالة، وفي عام 2014 عادت من جديد إنفلونزا الخنازير تطارد أهالي الدقهلية، بعد وفاة 4 أشخاص.
ورصدت المواقع الإخبارية وقتها تجمهر أهالي المحافظة في مديرية الصحة طلبا للحصول على مصل إنفلونزا الخنازير، خوفا من تفشي الوباء من جديد في محافظتهم، وفي الوقت نفسه نشرت نقابة الأطباء في الدقهلية بيانا على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك بعد وفاة ثلاثة من الأطباء في المحافظة بالعدوى الفيروسية حذرت فيه أطباء المحافظة وأطباء مصر من انتشار الفيروس، وطالبتهم بتوخي أقصى معايير السلامة المهنية والحذر الكامل في التعامل مع الحالات المشتبه بها.