"التلعثم" الأمريكي يسيطر على أغلب المواقف السياسية تجاه الثورة المصرية.. تمسكت بـ"مبارك" في البداية ثم خرجت "كلينتون" تنادي "ناو" ارحل
التلعثم والتردد الأمريكي في مواكبة أحداث الثورة المصرية وجميع ثورات الربيع العربي لم يكن خافيا على مستوى خبراء السياسة الدولية ولا المواطنين الثائرين في كافة الميادين.
فالموقف الأمريكي المرتبك الذي بدا أحيانا في جانب الثورة ومرات أكثر في انتظار أن يتمكن الحاكم من قمع شعبه وإنهاء الثورة والاحتجاجات بأقل الخسائر وهو ما ظهر في تعاملها مع "مبارك".
لقد تابعت "واشنطن" مجريات الموقف في مصر عن كثب، وكانت السفيرة الأمريكية السابقة "مارجريت سكوبي" تبعث بتقارير متتابعة إلى وزارة الخارجية عن تطورات الأحداث في الشارع المصري.
ففي بداية أحداث الثورة تأخر إعلان الموقف الأمريكي من الثورة انتظارا لما ستسفر عنه الأحداث بعد يوم 25 يناير، وصدر أول رد فعل في هذا الصدد عن وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" التي أشارت إلى أن الأوضاع في مصر مستقرة، والأمر يتطلب إدخال بعض الإصلاحات، وهو ما يفسر تمسك الإدارة الأمريكية بـ"مبارك" على الرغم من إنكار "كلينتون" ذلك.
وعندما سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية بعد نجاح الثورة في مصر عن سر تذبذب الإدارة الأمريكية قالت أن" واشنطن انتهجت منهجا متوازنا من الأزمة، ولم ترغب في الميل إلى أحد طرفيها في إشارة إلى الرئيس السابق حسني مبارك حتى لا يدفع ذلك مبارك لعمل أي شيء لا نوافق عليه".
وفي هذه الفترة بدا أن "واشنطن" حريصة على مبارك، أو إعداد بديل له، وعدم تكرار النموذج التونسي المتمثل في رحيل الرئيس التونسي الفوري من تلقاء نفسه بعد تصاعد الاحتجاجات ضده.
وتردد أن بعض التقارير الأمريكية أشارت إلى أن "واشنطن" ضغطت على مبارك من أجل تعيين عمر سليمان تحديدا نائبا له من أجل امتصاص غضب المحتجين من ناحية، وطمأنة "واشنطن" من ناحية ثانية، ثم إمكانية تفويض الصلاحيات له في حال الاضطرار، وهو ما حدث في خطاب مبارك الثالث والأخير ليلة التنحي.
ولم تكتف أمريكا، حيث اضطرت إلى تأييد ما جاء في خطاب مبارك الثاني قبل موقعة الجمل بيوم واحد، والخاص بعدم ترشحه لفترة قادمة بعد انتهاء مدة ولايته، ولكن سرعان ما تبدل موقف أمريكا بعد موقعة الجمل حيث خرجت علينا "هيلاري كلينتون" بتصريحات تطالب مبارك بالرحيل الآن.
الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" نفسه أدلى بحديث إلى قناة "فوكس نيوز" الأمريكية في السابع من فبراير أكد فيه حرفيًا أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وقال:" إن وقت التغيير قد حان وأن الشعب المصري يريد الحرية ويريد انتخابات حرة نزيهة وحكومة تلبي مطالبه".
الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" نفسه أدلى بحديث إلى قناة "فوكس نيوز" الأمريكية في السابع من فبراير أكد فيه حرفيًا أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وقال:" إن وقت التغيير قد حان وأن الشعب المصري يريد الحرية ويريد انتخابات حرة نزيهة وحكومة تلبي مطالبه".