استقرار المملكة.. استقرار للوجدان
بعد عناء يوم من العمل المرهق جلست في مواجهة شاشة كبيرة أقلب القنوات ما بين رياضية أو إخبارية أو فنية، في مثل هذه الظروف يستقر الريموت كنترول على قناة تنقل مباشرة من الحرم المكي أو المدنى..
أتابع آلاف البشر وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، أو آلاف غيرهم ممن يتسابقون لنيل شرف الصلاة في الروضة الشريفة بالحرم المدنى في المدينة المنورة، ساعتها تستقر جوارحي وتهدئ نفسي وتسقط من ذهني كل الصراعات..
اقرأ ايضا: سقوط الإنسانية في امتحان كورونا
لم يكن الوضع في هذا اليوم مثل كل الأيام التي أتابع فيها هذه القنوات طلبا للراحة، كان المشهد غريبا بعد إخلاء صحن الحرم المكى من التواقين والمشتاقين والعاشقين، خلا الصحن من البشر إلا من قليل من هؤلاء الذي جاءوا لتعقيم الكعبة حفاظا على صحة المعتمرين، واستعدادا لمواجهة فيروس يهدد حياة الناس.
اقرأ ايضا: ملاحظات على مؤتمر الأخوة الإنسانية
مثل غيرى كان الأمر مزعجا، فمتابعة أخبار عودة الطوافين والمعتمرين إليه أصبحت مسألة ملحة. الصائدون في الماء العكر كعادتهم ينددون بإجراء شرعى لم يكن هو الوحيد في تاريخ الكعبة المشرفة، بل إن سنوات كثيرة في تاريخنا لم يحج الناس إلى البيت المعمور، بسبب فتن سياسية أو أوبئة شرسة أو غلاء حال بين الناس وقبلتهم..
الإجراء رغم صعوبة تقبله إلا أنه يتفق والشرع الحنيف الذي يدعو إلى الحفاظ على حياة الإنسان، باعتبار أن ذلك هو الهدف الأسمى لخلافة الإنسان في الأرض.
اقرأ ايضا: يعقوب.. رسالة في الزمن الصعب
تمضى الأيام والقلوب تتابع يوميا ما يحدث في الحرم، ومتي يعود الطوافون إليه، ومتى ترجع سباقات الوصول إلى الروضة الشريفة؟ حتى بدأت تتوالى أخبار عبر وسائل إعلام أمريكية وغربية تتحدث عن محاولة انقلاب تم السيطرة على أطرافها..
ورغم عدم صدور تصريحات أو بيانات رسمية حول الأمر إلا أن وسائل الإعلام استزادت في التفاصيل.. والحق أقول إن القلق والريبة والخوف كانت كلها تفرض علينا أن نتوجه بالدعاء إلى الله أن يحفظ هذه البقعة الطاهرة من كل سوء.
اقرأ ايضا: دعم ليبيا واجب
ربما كانت تجارب الربيع العربى وما آلت إليه هي مؤشر إنذار.. خصوصا أن المملكة العربية السعودية ليست دولة عادية يمكن أن تتحمل قلوب المسلمين قلقا أو عدم استقرار فيها لاسمح الله، فاستقرار هذه الأرض استقرار لوجدان العالم الإسلامي.. اللهم احفظ لهذه البلاد هدوءها واستقرارها والوئام بين أهلها.