"روتاركس وروتاتك" لقاحات ضد "الروتا" في مصر.. المركز القومي: الفيروس له عشرات السلالات المختلفة.. يتسبب في وفاة 527 طفلا سنويا بدول شرق المتوسط
تُعَدُّ فيروسات الروتا أحد الأسباب الأساسية التي تسبب الإسهال الحاد عند الأطفال دون الخامسة على مستوى العالم حيث يتسبب هذا الفيروس في وفاة نحو 527 الف حالة سنويا، منها 82 ٪ تحدث بين الأطفال التي تسكن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وخاصة تلك التي تعاني من ضعف أنظمة الرعاية الصحية.
وقال الدكتور محمد نصر الأستاذ بمعمل الفيروسات البيئية بقسم بحوث تلوث المياه بشعبة بحوث البيئة بالمركز القومي للبحوث إن هذا الفيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب الملوثة أو الغذاء الملوث، لافتا إلى أنه حتى الآن، تم التعرف على 27 سلالة روتا من النوع G و 37 سلالة روتا من النوع P تم تصنيفها على أساس الاختلاف في التتابع النيوكليوتيدي لجينوم فيروس الروتا.
اللقاحات
وأضاف أنه من حسن الحظ ، أنه يتوفر الآن نوعان من اللقاحات “روتاركس و روتاتك” لمنع العدوى بفيروس الروتا وكل منهما له تركيب الخاص والذي يعمل علي منع العدوى بأنواع معينة من الفيروس.
وأكد “نصر”، أنه يتم حاليا القيام بدراسة لتقييم الإسهال الناشئ عن الإصابة بفيروسات الروتا بين الأطفال دون الخامسة داخل المستشفيات في إقليم شرق المتوسط خلال الفترة من عام 2010 حتى 2016 حيث تم استخلاص البيانات من كل بلد ومقارنتها.
وتابع: "لهذا الغرض تم تجميع كل الدراسات المتعلقة بهذا الشأن من كل دول إقليم شرق المتوسط “الجزائر، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الامارات، اليمن” خلال تلك الفترة من 2006-2010 والتي تم نشرتها بعض مواقع نشر البحوث العلمية مثل مواقع Google scholar, Science direct, Pubmed".
نتائج الدراسة
وأوضح الأستاذ بالمركز القومي للبحوث، أنه الدراسة الحالية اشتملت علي تحليل نتائج 28 دراسة من مختلف دول إقليم شرق المتوسط عن الأطفال تحت خمس سنوات مصابين بنزلات معوية حيث كان فيروس الروتا مسئولا عن الاصابة بالنزلات المعوية بين هؤلاء الأطفال بنسب تراوحت بين 19-78.2% حيث أغلب الحالات المصابة بهذا الفيروس تم رصدها بين الأطفال تحت عمر 12 شهر وخلال فصلي الخريف والشتاء عن الفصول الأخرى، أيضا حددت الدراسة الحالية أكثر سلالات فيروس الروتا انتشارا بين أطفال دول شرق المتوسط حيث وجد أن وجد أن السلالات G1P[8] و G9P[8] ويليها G2P[4] هم الأكثر انتشارا بين الأطفال المصابين بنزلات معوية.
العبء الاقتصادي
وأشار إلى أنه من بين 28 دراسة، بحثت دراسة واحدة فقط العبء الاقتصادي الذي تراوح بين 245 و345 دولارًا أمريكيًا لكل طفل أُدخل إلى المستشفى بسبب الإسهال الناشئ عن الإصابة بهذا الفيروس، إضافة إلى ذلك، بلغ الحد الأدنى لفترة حجز الأطفال المستشفى لتلقي العلاج نتيجة الإصابة بهذا الفيروس إلى ثلاثة أيام في حين لا تتوافر أي بيانات بشأن معدلات الوفاة الناتجة عن النزلات المعوية الناشئة عن الإصابة بفيروس الروتا في الدراسات المحددة.
وفي النهاية، يوثّق هذا البحث أن فيروس الروتا يلعب دورا أساسيا في إصابة الأطفال بالنزلات المعوية في بلدان شرق المتوسط، ومن ناحية أخري ، رغم أن تركيب اللقاحات المتوفرة حاليا ربما تساعد في الحد العدوي من سلالات الروتا الأكثر انتشارا إلا أنه يجب تعديل تركيب هذه اللقاحات أو صناعة لقاحات جديدة للتحكم في سلالات الروتا الاخري مثل G9P[8] and G2P[4] والمنتشرة بين الأطفال في بلدان شرق المتوسط أيضا وإن كانت بنسب أقل.
أهمية الدراسة
واستطرد الأستاذ بقسم بحوث المياه بالمركز القومي للبحوث: ”البيانات المستخرجة من هذا البحث تساعد العاملين في مجال الرعاية الصحية العامة ومتخذي القرار على وضع وتنفيذ استراتيجيات جديدة من خلالها يمكن تخفيض الحالات المرضية أو الوفيات الناتجة عن النزلات المعوية الناشئة عن الإصابة بفيروس الروتا في إقليم شرق المتوسط”.