حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟
تعد مسألة الاحتفالات بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين، أحد أبرز الموضوعات التى تثير نوع من الجدل في الأوساط الدينية خاصة مع اقتراب مواسم الاحتفالات بموالد آل البيت، ومن الأسئلة التى ترد في هذا الشأن هو “ حكم حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟”.
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مرغَّبٌ فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسَّيْرِ على طريقهم، وقد ورد الأمر الشرعي بتذكُّر الأنبياء والصالحين؛ فقال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ” “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى”.
وأشارت الدار أن هذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: 16]؛ إذ مِن المقرر عند المحقِّقين أن مريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية.
وأضافت الدار أنه كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: “وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ”، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده واحتفالًا بيوم ميلاده، ويقول: “ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه” كما ورد في حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه في "صحيح مسلم"، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالًا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام.
وتابعت الدار: وقد كرَّم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه؛ فقال سبحانه: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ﴾ [مريم: 15]، وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ﴾ [مريم: 33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكُّرُه والتذكير به بابًا لشكر نِعَمِ الله تعالى على الناس.
حكم الطلاق على الورق لاستمرار صرف المعاش؟.. لجنة الفتوى تجيب
وأنتهت الدار أنه لا بأس مِن تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أُقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.