نادية لطفي: عبد الحليم حافظ "نبيل بلا أظافر"
فى مثل هذا اليوم عام 1962 عرض الفيلم المصرى "الخطايا"بدار سينما ديانا واستمر عرضه ستة اسابيع.
ويحتل الخطايا المركز 93 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية عن قصة كتبها محمد عثمان، الذى شارك ايضا محمد مصطفى سامى فى كتابة السيناريو والحوار وأخرجه حسن الامام.
وشارك بالبطولة نادية لطفى وعبد الحليم حافظ وعماد حمدى ومديحة يسرى وحسن يوسف وصمم الديكور شادى عبد السلام.
وتحكي الفنانة نادية لطفى ذكرياتها مع عبد الحليم حافظ فى ذلك الفيلم، كما نشر فى مجلد 100 سنة سينما أعده أحمد رافت بهجت فقالت:
معرفتى بعبد الحليم سبقت لقائى به فى فيلم الخطايا فقد كنت من المغرمين بحفلات اضواء المدينة لادراكى باهميتها فى توحيد الصفوف العربية، وطفت ابيع تذاكر تلك الحفلات فى انحاء مصر وخارجها كما حدث فى غزة.
كان عبد الحليم احد نجوم تلك الحفلات وعرفته فى كواليسها، كما انه من المقربين لاستاذى كامل الشناوى، فقد كان حليم مثلى يعشقه . وعبد الحليم الانسان كانت الامانة من ابرز صفاته ، عيناه أمينة على ماتقع عليه من اسرار ، كان انسانا نبيلا بلا اظافر ، كان فيه ثقة واعتداد بالذات لم تصل به الى حد الغرور رغم النجومية والشهرة الطاغية .
واختيار عبدالحليم حافظ لبطولة فيلم الخطايا كان دليل لقدرة المخرج حسن الامام على اختيار ممثليه وادارتهم وهذا هو الاهم ، وفى الخطايا بذل الامام مجهود كبير جدا مع عبد الحليم حتى يثبت انه يستطيع ان يقدمه فى القالب الذى يحمل شعار فيلم لحسن الامام وليس لعبد الحليم حتى ادى عبد الحليم الدور كأنه متفصل عليه ولا يتصور ممثل آخر بدلا منه.
لدرجة انه فيه أحد المشاهد كرر تصويرها خمس مرات ليتأكد من انه احساسه كامل بالمشهد مثل مشهد صفعة عماد حمدى له .
الغريبة انه كان هناك حالات زعل طوال تصوير الفيلم كانت هناك خلافات على بعض التفاصيل فى العمل لكن لم يظهر ذلك على الشاشة، بل كان يظهر علاقة حب ومودة تجمعنا لان القلوب كانت صافية .
حليم كان عفيف اللسان فيه حياء يدهش ويحمل طيبة اهل الريف واصالته وفى الوقت نفسه لا تستطيع ان تخدعه بسهولة فهو ليس ساذجا بل علمته الايام تجارب عميقة , محبا لاصدقائه وكان ينادينى فى الفيلم بالعندليبة الشقراء ، شغوفا بالمعرفة اذا سمع عن بحث طبى جديد ،ولا ينام الا بعد الاتصال بطبيبه ياسين عبد الغفار ليعرف وبفهم وبستفيد ، وفنه هو كل حياته .
قبل تصوير فيلم الخطايا عمل دراسة نفسية واجتماعية لشخصية "حسين " التى يؤديها فى الفيلم ، ولم يكن يكف عن الاتصال بالمخرج حسن الامام والاستفسار منه عن كل مايتعلق بالشخصية وتصرفاتها وردود افعالها ، واذا لم يشف حسن الامام غليله يلجأ الى الاصدقاء زى كامل الشناوى او مؤلف الفيلم ومنتجه .
يوسف السباعى يكتب: جاذبية نادية لطفى
كنت دائما اقول له ما انا الا سنيدة له وكومبارس فى فيلمه لادراكى ان الجمهور يذهب الى عبد الحليم بغض النظر ان كانت نادية لطفى او سعاد حسنى او مريم فخر الدين تقف الى جواره وكان يضحك عندما يسمع منى هذا الكلام .