العريفى.. وشيوخ الفتنة
شتان الفارقُ بين ما قاله الداعية السعودى الشاب "محمد العريفى"، بحق مصر والمصريين، وبين ما يفعله شيوخ مصر بها وبأهلها..
""العريفى"، الذى وصل إلى القاهرة مساء الاثنين الماضى فى دعوة من "الأزهر"، يرى أن مصر قادرة على تجاوز أزمتها ونبذ الخلافات بين أبنائها.. أما شيوخ مصر "الأشاوس"، فيزرعون أشجار الفتنة ويروونها بأحاديث الإفك والزور والبهتان.
"العريفى"، أكد فى سياق حديثه عن مصر أنها قادت العالم العربى والإسلامى قرونًا من الزمان، فلا ينبغى أن يُضيّع أهلها هذا المجد بخلافات بينهم، ولا سيما أن ما يحدث بها يؤثر فى العالم أجمع".
الداعية ذو الاثنين والأربعين عاما، وجّه دعوة للمصريين، إخوانا ومعارضين، إلى جمع كلمتهم من أجل مصلحة بلدهم فقال: "أوصيهم بجمع الكلمة قدر المستطاع..أنا متفائل جدًا لهذا البلد، مصر قوية ومليئة بالعقول النيرة، وفيها ما يغنيها عن غيرها لو انقطعوا عنها، مصر لو استغنت عن كل بلاد الدنيا لا ينقصها شىء، سنغمض أعيننا ونفتحها وبإذن الله سنجد من مصر ما يسرنا".
هكذا يكون عالم الدين الحقيقى، داعية خير وحب وسلام وبناء، وليس محرضا على الفتنة والخراب، فالعريفى، صاحب المؤهلات العلمية والمناصب المرموقة، يرى أن مصر لا تستحق ما هى عليه الآن، من خلافات واختلافات، قد تؤدى فى وقت قريب إلى عواقب وخيمة ويرى أن مصر بلد ذو تاريخ عظيم، فيجب أن يكون حاضرها ومستقبلها عظيما، غير أن ذلك لن يتحقق طالما بقى دعاة الفتنة من المتمسحين بالإسلام فى كل واد يهيمون، فيوغروا صدور المصريين، ويضاعفوا الخلافات والانقسامات، من أجل مصالح سياسية ضيقة، مثل عقولهم.
لقد ابتلى الله مصر فى العامين الآخرين بفئة ضالة مضلة، انتحل أصحابها صفة "رجل الدين"، رغم أن سلوكياتهم أبعد ما تكون عن جوهر أى دين، يدعون إلى الفوضى، يحرضون على الكراهية والبغضاء، ينادون إلى الانقسام، من أجل إرضاء رئيس مرتبك، أو مرشد ضال، أو نائب مرشد، غرّه ماله، ونسوا جميعا يوم أن كانوا مستضعفين فى الأرض.
فى مصر شيوخ ورجال دين، صاروا أشد خطرا على المجتمع من مافيا السلاح والمخدرات والجنس، وأصبح بقاؤهم طلقاء يهدد السلام الاجتماعى والأمن القومى، فهذا أحدهم يدعو أنصاره إلى التظاهر والاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، ثم يسوقهم كقطعان الماشية إلى إحراق مقار أحزاب المعارضة والصحف الخاصة، وبعدها يدفعهم إلى أحد الأقاليم، ليتظاهروا أمام مسجد كبير، فتحدث الفوضى ويسقط مصابون، ويتوهم هو وأنصاره أن ما يفعلونه جهاد فى سبيل الله.
وهذا آخر يحرم تهنئة الأقباط فى أعيادهم، وثالث يفتى بأن رفض دستور الظلم إثم عظيم يدخل صاحبه النار، ورابع يتحرش بالفنانات، ويجعل من نفسه وصيا عليهن.
هكذا صار رجال الدين فى مصر وبالا عليها وعلى شعبها، ولن يتحقق ما يدعو إليه "العريفى" من نبذ الخلافات والانقسامات، واستعادة مصر لمجدها الزائل، إلا إذا تم تكميم أفواه هؤلاء المشايخ، ووضعهم فى مستشفى المجانين، حتى تستردها مصر وعيها وعقلها المفقودين، بسببهم..