رئيس التحرير
عصام كامل

هل يتحالف "داعش والقاعدة" للنجاة من شبح الموت؟ ‏

إرهاب الإسلام السياسي
إرهاب الإسلام السياسي

عادت الفيديوهات الدعائية للجهاديين والتكفيريين للظهور بقوة في ‏مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة الطريقة التي يتحدثون ‏بها تأخذ طابعًا يربط منهجي داعش والقاعدة، ما يطرح السؤال: هل ‏يمكن إقامة تحالف بينهما للنجاة من الموت بعدما اصبح كل منهما ‏ضعيفا مفككا لاحيلة له !‏

وفاة البغدادي ‏

يمكن القول أن مقتل أبو بكر البغدادي، مؤسس وزعيم داعش، كان بمثابة ضربة قاصمة للتنظيم، ومن ‏وقتها لم تظهر قيادة تستطيع ملء هذا المكان، وأصبح هناك تيارًا داخل التنظيم يتحدث عن نعمة للقاعدة، ‏ورجاحة مواقفها عندما رفضت فتح باب الصراع على مصراعيه مع العالم بأكمله. ‏

باحث حركات جهادية: تنظيم داعش مستمر بأجنحة جديدة

محاولة إيجاد تحالفات بين داعش والقاعدة، قد توجد  فروع تنظيم الدولة في إفريقيا وجنوب آسيا، مع القيادة ‏المركزية للقاعدة، ما يضع الغرب مجددا أمام أكبر تهديد إرهابي عالمي أكبر، وخاصة ان هناك عدة ‏عوامل تدعم هذا الاحتمال، أولها اشتراك المنظمتان في الأيديولوجيات المتشابهة، والدرس الكبير الذي ‏تعلمه كل منهما بغرور قادتهما،  التي فجرت الكثير من من الاختلافات في المعتقدات الجوهرية. ‏

فقهيا يلتزم كل من داعش والقاعدة بمبادئ الجهادي الفلسطيني عبد الله عزام، والتي وضعها قبل ثلاثة ‏عقود وتفرض عليهم الدفاع عن بعضهم البعض أينما تعرضوا للتهديد، وهي نفس قناعات أسامة بن لادن، ‏زعيم تنظيم القاعدة السابق، وكذلك زعيمها الحالي أيمن الظواهري، وأبو بكر البغدادي.‏

الخطاب الذي يحاولون لم شملهم به الآن، الإقرار بوجود حرب عدوانية مفترسة ضد الإسلام، من قبل ‏أعدائه، وحتى يرضي كل منهم الآخر توسعوا في تحديد المعاديين للإسلام، وخاصة الدول الليبرالية ‏الديمقراطية الغربية، التي تفسد في الأرض، مما يعني أن هناك حاجة إلى إحياء الجهاد العالمي لهزيمة ‏العدو‎.‎

تلاشى التنافس

كان أكبر عقبة أمام المصالحة بين داعش والقاعدة، هو التنافس الشرس بين البغدادي والظواهري، لكن ‏ذلك تبخر بموت البغدادي، الذي كان يعتبر نفسه أحق بالقيادة، باعتباره من سلالة النبي محمد كما كان يزعم ‏دائما،  ولهذا فإن أي قائد جديد لداعش، وموته زويد القاعدة بفرصة مثالية للم شمل ذريتها المحاصرة. ‏

والاندماج بين القاعدة وداعش، قد يغري جماعات التكفير الآخر في المنطقة للانضام إليهم، مثل تحرير ‏الشام‎ ‎وجبهة النصرة، والفصائل المتشددة الأخرى، للحفاظ على سلالة التكفيريين التي تكونت عبر 3 عقود ‏مضت، وأصبحت تواجه خطرا كبيرا الآن.

ويرى سامح عيد، الكاتب والباحث، أن هذه التنظيمات تنفذ تكتيكات دولية بالوكالة، موضحا أن هناك أجنحة ‏جهادية قد تتحرك لمبايعة داعش في المرحلة القادمة، وخاصة المجموعات التي تجندها المخابرات ‏التركية، والتي تسعى لإرهاب العالم بهم لتمرير مواقفها. ‏

وأوضح عيد، أن الفصائل الجهادية المسلحة أصبحت مدعومة بشكل واضح من تركيا لافتا إلى أن ‏البغدادي نفسه لم يكن يحكم الننظيم، مؤكدا على ضرورة التبه لهذه المخططا ووأدها قبل تسمين هذه ‏الجماعات وإطلاقات على العالم من جديد.

الجريدة الرسمية