باحث تاريخي يكشف أسرارًا جديدة عن هزيمة الحملة الفرنسية بقرية البارود بقنا
كشف الباحث التاريخي بمحافظة قنا أحمد الجارد، أسرارًا جديدة عن هزيمة الحملة الفرنسية بقنا، تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي والموافق اليوم 3 مارس.
وقال: "يوم 3 مارس شهد أكبر معركة في تاريخ الحملة الفرنسية،وكانت من المعارك الشرسة والتي أبلى خلالها أبناء قنا ضد المستعمر الفرنسي، وصاحبت الحملة 12 سفينة، وكانت بها سفينة القيادة إيطاليا التي تم تدميرها بالكامل وهذا كان سبب رئيسي في هزيمتهم".
وأكد الباحث لـ"فيتو"، أن قائد المقاومة ضد الحملة الفرنسية أنذآك هو الشيخ الجيلاني والشريف حسن الينبوعي كما ذكرت الكثير من المراجع والمصادر ومنهم الكاتب عبد الرحمن الرفاعي”، مشيرًا الي أن عدد الضحايا من العرب في تلك المعركة وصل إلى 100 شخص ومن الفرنسيين 500 جندي.
محافظ قنا: الكشف على 2408 حالات بقافلة طبية لقرية أولاد عمرو
وأوضح الباحث أن الاسطول الفرنسي كان يمر بنهر النيل، وأنه تم اختيار يوم 3 مارس لانحصار مياه النيل وأثناء ذلك واجهتهم رياح عاصفة،تسببت في توقف الاسطول عند قرية أبنود القريبه من قرية الشيخيه والبارود.
وأضاف:” أثناء ذلك استغل الشيخ الجيلاني ظواهر الطبيعة فقام مع قواته وبمعاونة عدد كبير من الاهالى , بمهاجمة السفن فردت السفينة إيطاليا بإطلاق قنابل مدافعها فقتلت العديد من الحجازيين والأهالى لكنهم تمكنوا من مهاجمة السفن والقوارب الصغيرة، واستولوا عليها وأفرغوا شحنتها من المؤن و الذخائر وقطع السلاح اللازمة لهم، ثم قاموا بالاستيلاء على السفينة إيطاليا”.
وتابع:” موراندي قائد الحملة عندما شاهد العرب القادمين من بلاد الحجاز ووصلوا الي قلب السفينة، أمر بايقاد النيران في مستودع البارود فيها،والقى هو ورجاله بأنفسهم في النيل، هربا من وابل الرصاص الذي اطلق عليهم، وكانت خسارتهم الفرنسيين فادحة حيث لقى أكثر من 500 جنديا فرنسيا حتفهم “.
وأشار “الجارد” إلى أن الموقعة الاساسية حدثت في قرية الشيخية التي كانت تضم نجع بقطر والذي تم اطلاق اسم البارود عليه بسبب كثرة القنابل والأسلحة التي تفجرت في عرض النيل، مؤكداً أن الحروب في الصعيد كانت أشبه بحرب عصابات برية وبحرية كما أن هناك عدة معارك حدثت في توقيت واحد في قري مختلفة.
وأضاف أنه تم حصر أسماء الذين عاصروا مقاومة الحملة الفرنسية طبقا للإحصاء الذي أجراه الوالي محمد علي باشا بعد مرور 40 سنة على الحملة الفرنسية، مشيرا إلي أن التعداد كان يبلغ نحو 700 مواطن في قرية الشيخية وأن بعض الذين عاصروها كان عمرهم ما بين 12 سنة و40 سنة وكانوا يحملون السلاح للمقاومة مع العرب الحجازيين.
وأردف:” ما يتم العثور عليه في النهر من عملات معدنية وأسلحة شيئا طبيعيا يوثق تاريخ هذه القرى”، لافتاً الي أن النهر غير مجراه ومن ثم يكون أسطول الفرنسيين متواجدا في عدة قرى أخرى حتى قرية المقرين بقوص، وتكون رحلة البحث عنه شاقة وصعبة، خاصة أن بعض سفن الأسطول غطته الرمال وتحول إلى ركام بين بعض الجزر.
وتابع: “هناك كتاب عن الحملة الفرنسية يسمى "فرنسا العسكرية" يشير إلى أن هناك عربًا قدَموا من الحجاز لدعم المقاتلين في قنا ويصل تعدادهم إلى 1500 محارب من الجزيرة العربية قادمين عن طريق القصير”.
وأشار “الجارد” إلى أن قبيلة شيخ العرب همام رفضوا الانضمام إلى مقاومة الحملة الفرنسية، وذلك بعد وفاة شيخ العرب والغدر به، وكانت تنتابهم في ذلك الوقت حالة اليأس والحزن وإحباط من كل ما يحيط بهم.
تحتفل قنا بعيدها القومي في 3 مارس من كل عام تخليدًا لذكرى الانتصار في ملحمة البارود عام 1799 حيث جرت معركة طاحنة بين أهالي قرية البارود والجنود الفرنسيين انتصر فيها الأهالي على مدافع العدو الفرنسي وأجبروه على الانسحاب ونظرًا لما قام به أبطال القرية فقد استحق أن يخلد ذلك اليوم وأن يكون عيدًا قوميًا لمحافظة قنا.