علاج التليفزيون بالروشتة التى سبق فشلها!
للمرة الثالثة على التوالى أتعرض لأهم جهاز إعلامى، وهو التليفزيون الذى يخاطب الملايين على مدى أربع وعشرين ساعة بلا توقف، وبقنوات لا نستطيع حصرها، ولا أريد تكرار أمور ثابتة تاريخية من حيث الريادة والدور الذى لعبه التليفزيون المصرى على المستوى العربى وليس المصرى فقط..
فى المرحلة الثانية للتطوير بعد فشل المرحلة الأولى بجدارة لم يستوعب القائمين على الأمر سبب تراجع التليفزيون، ولا أسباب فشل المرحلة الأولى التى جلبوا لها صحفى وممثلة، وبالتالى عندما لا تضع يدك على أسباب الفشل الذى يتزايد يوما بعد يوم، لن تستطيع الإصلاح، وبالتالى التطوير..
ففى المرة الأولى تم استضافة إحدى الشخصيات التى ستحدث ضوضاء إعلامية ظنا منهم ومن القائمين على التطوير أنه بداية نجاح أو نجاح بالفعل، نفس السيناريو تكرر فى المرة الثانية عندما تم استضافة فنان متهم أنه وراء تزايد العنف والبلطجة فى الشارع المصرى..
اقرأ أيضا: التليفزيون المصرى دليل على تراجع الثقافة والصحة
أى إن الروشتة التى فشلت فى علاج المريض فى المرة الأولى، كتبها نفس الطبيب مرة ثانية لنفس المريض الذى يعانى من نفس الأوجاع! أليس هناك رجل رشيد؟! أليس هناك طفل يقول إنى أرى الملك عاريا؟! أى يقول الحقيقة، لا أحد يفكر بوعى، لا أحد يريد إرهاق نفسه بالدراسة الجادة.
قلت لقيادة من زمن فات وهى الأن تجاوزت الثمانين، الحل والعلاج سهل وميسور ولكن المسئولين يتجاهلونه؟فأجاب: إنهم لا يتجاهلونه ولكن قدراتهم جعلتهم لا يتوصلون إلى الحل البسيط السهل الذى تتحدث عنه!
قلت: ولماذا لا يستعينون بمن يقدم لهم الحلول للمشاكل التى لا يستطيعون حلها؟
أجاب: لأنهم واثقون فى أنفسهم إنهم يعرفون كل شىء، وبالتالى لا يستعينون إلا بمن هم أقل منهم فى كل شىء، وبالتالى يحدث الفشل وراء فشل، وربما يحتفلون بفشلهم باعتباره نجاحا وسيجدون من يكرمهم ويكتب عنهم بالرغم من فشلهم!
اقرأ أيضا: غزل المحلة من انفتاح "السادات" إلى خصخصة "مبارك"!
للمرة الألف تطوير التليفزيون يحتاج رؤية شاملة للرسالة التى يجب أن تصل للمجتمع، يحتاج إدارة قوية تفكر وتعرض الصدق وليس مجرد أشباه قيادات لا يملك من القدرات شيئا، ومجرد موظفين فقط لا غير، كل همهم أن ترتفع أرصدتهم فى البنوك.
والسؤال، هل جذب الجماهير هى الهدف من التطوير؟ إذا كان الأمر كذلك فإن هناك وسائل كثيرة، منها أن نقدم شخصيات لا تفيد ولكنها ستجعل نسبة المشاهدة فى السماء، ممكن نقدم برنامج بين اتنين يسبوا ويشتموا بعض ونكون متفقين معاهم ونشعلل الدنيا، نقدم البنت التى حاول الشباب خطفها واغتصابها ونتصل بعلماء وخبراء الفشر يقولون آراءهم السديدة، هذا الملف ملىء بأفكار تجذب البسطاء..
اقرأ أيضا: رسام الكاريكاتير "عمرو سليم".. والإخوان المجرمين !
ولكن هل هذا هو الهدف؟ هل تقديم نجم مهما كانت نجوميته يعنى النجاح؟ هل الهدف تقدم من يطعن فى تاريخنا ويقول على صلاح الدين الأيوبى أحقر شخصية فى التاريخ لكى نتعلم منه هدم كافة القيم والمحافظة على تاريخنا؟ هل الهدف من استضافة شخصيات تطعن وتشكك فى أحمد عرابى وعروبة القدس وعروبة مصر أصلا؟
فشلت الروشتة فى المرة الاولى وتتكرر للأسف بأدوات أخرى، وبالرغم من هذا إلا إن غيرة أبناء هذا المبنى العريق تبقى على أمل الإنقاذ فى أى وقت وربما يأتى هذا قبل أن يتوقع أحد!
وتحيا مصر بغيرة أبناء ماسبيرو على شاشتهم المصرية الرائدة.
تحيا مصر بعرق الصانع والفلاح وكل مخلص لتراب بلده..
وتحيا مصر بدماء شهدائها من نكبة 48 وحتى تحرير سيناء من الإرهاب.